نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 27
أنّه نشأ من أفكار بوذيّة ، والعرفان الإسلامي امتداد لما كان عند هؤلاء كما يحاول بعض المفكّرين أو الكتّاب الإيحاء والقول بذلك . فصحيح أنّ للعرفان جذوراً عند هؤلاء ولكنّه عندما جاء إلى الإسلام نما وترعرع ، وصار له محتوى جديد ومغاير أيضاً لما هو موجود عند الآخرين . « على أنّ الرياضات الروحيّة ، وكبح جماح النفس ، والابتعاد عن العلائق الدنيويّة ، كانت موجودة في الفلسفة الهنديّة ، وكذلك نجد وحدة الوجود والأفكار الصوفيّة الأخرى في عقائد أفلاطون المحدثة . وترى في الغنوصيّة نظماً عرفانيّة وإشراقيّة . وتجد في العرفان المسيحي ما يناظره في العرفان الإسلامي . كذلك يوجد الكثير من المشتركات بين الفلسفة الإشراقيّة للشيخ شهاب الدِّين السهروردي المعروف بشيخ الإشراق ، والفلسفة الإيرانيّة القديمة وآراء ونظريّات الحكيم خسرواني ، والحكيم بهلوني . . . يجب أن ندرك أنّ الدِّين الإسلامي المقدّس هو نظام معتدل وبعيد عن الإفراط والتفريط الذي يكون في غير محلّه ، لهذا فهو يخالف مرتاضي الهند ( الذين يمارسون الرياضات الروحيّة القاسية ) ، ورهبان المسيحيّة ، والسلوكيّة التي تخالف العقل السليم والاعتدال » [1] . وبكلمة واحدة نستطيع أن نقول إنّ الأصل في العرفان والركيزة الأساسيّة له في الإسلام هو بيان العلاقة بين الإنسان وبين الله تعالى .
[1] . مقدّمات تأسيسيّة في التصوّف والعرفان ، مصدر سابق : ص 11 .
27
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 27