responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 257


خصوصيّات السفر الأوّل الخصوصيّة الأولى : أنّ هذا السفر هو سير إلى الله سبحانه وتعالى من عالم المادّة والطبيعة ، وأنّ وجوده لم يصر بعد حقّانياً ، بخلاف الأسفار اللاحقة التي يكون السالك فيها وجوداً حقّانيّاً فيكون سيره فيها جميعاً بالله تعالى ، ممّا يعني أنّ سيره وسفره الأوّل متناه لأنّه يسير في متناه ، وهو عالم المادّة حتّى الوصول إلى الله تعالى .
الخصوصيّة الثانية : في هذا السفر تكون الوحدة محجوبة عن السالك بالكثرة حتّى يصل إلى نهاية مطافه فتحتجب عنه الكثرة بالوحدة ، فالمبدأ شيء والمنتهى شيءٌ آخر ، حيث يفنى في الله تعالى ويصير بعدها وجوداً حقّانيّاً ليبدأ رحلته الأخرى في السفر الثاني .
الخصوصيّة الثالثة : عندما ينتهي السالك إلى نهاية مطاف السفر الأوّل فإنّ الوحدة التي تكون حاجبة للكثرة ستتجلّى له بكلّ مظاهرها ، فيُدرك بجلاء ذلك المعنى المُتجلّي : * ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) * [1] . وهذا يعني أنّ المسافر في هذا السفر الأوّل يكون قد قامت قيامته ، وفي القيامة تتجلّى وحدانيّة الله تعالى ، أي تظهر لهم بعدما كانت كامنة لا يُبصرها الناس نتيجة غفلتهم ، ولذا جاء في الحديث : موتوا قبل أن تموتوا [2] ، وكفى بالقرآن واعظاً ومنبّهاً حيث يقول : * ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ ) * [3] ، فهذه دعوة قرآنية صريحة



[1] غافر : 16 .
[2] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 72 ، ص 59 .
[3] سبأ : 46 .

257

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست