نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 221
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
تحتها ويصحّ بالعكس ، فكذلك لا يصحّ وجود الوسط بدون البداية ، ووجود النهاية بدون الوسط ، ويجوز بعكس ذلك ; أعني تصحّ الشريعة من غير الطريقة ، ولا تصحّ الطريقة من غير الشريعة ، وتصحّ الطريقة من غير الحقيقة ، ولا تصحّ الحقيقة من غير الطريقة كما سبق ذكره ، وذلك لأنّ كلّ واحدة منها كمال للآخر ، كالوسط للبداية ، والنهاية للوسط ، فحينئذ الشريعة والطريقة والحقيقة وإن لم تكن بينها مغايرة في الحقيقة ، لكنّ كمال الشريعة لا يكون إلاّ بالطريقة ، كما أنّ كمال الطريقة لا يكون إلاّ بالحقيقة » [1] . رابعاً : مراتب الشرع ومراتب العارف بعد أن يذكر الآملي ما هو المراد من الشريعة والطريقة والحقيقة والتفاوت بينها من حيث المرتبة ، ينتقل إلى ضرب بعض الأمثلة لبيان هذه الجهة وهي الفارق بين الإيمان الذي يبتني على الشريعة ، والإيمان الذي يبتني على الطريقة ، والإيمان الذي يبتني على الحقيقة ، فيرى أنّ : الأوّل مؤمن وكذلك الثاني والثالث ، ولكن درجات الإيمان تختلف باختلاف درجات المعرفة وباختلاف الرؤية الكونيّة . فالإيمان المبتني على الشريعة أقلّ مرتبة من الإيمان المبتني على الطريقة ، والإيمان المبتني على الطريقة أقلّ مرتبة من الإيمان المبتني على الحقيقة ، أمّا الإيمان المبتني على الحقيقة فهو الأعلى والأرفع شأناً . ومن هنا يتّضح لنا أنّ هذه الأعمال التي تصدر من الإنسان إنّما