نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 222
تنبع قيمتها الواقعيّة وتكون لها قيمتها الأساسيّة من خلال الرؤية الكونيّة التي تكون منبعاً وسبباً لصدور هذه الأعمال ، وهذا ما يفسّر لنا التأكيد الوارد في الروايات أنّ « نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل » [1] ، باعتبار أنّ هذا النوم عن معرفة وعلم خير من تلك العبادة التي لا تكون نابعة عن معرفة ، وكلّما كانت تلك المعرفة أعمق تكون تلك العبادة أكبر ثقلاً عند الله سبحانه وتعالى ، كما ورد في الجواب عن سؤال للإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام : أين عبادتك من عبادة جدّك أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فقال : عبادتي إلى عبادة جدّي كالقطر في البحر المحيط [2] . أو مثلاً قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : ضربة عليٍّ عليه السلام يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين [3] . فإذا نظرنا إلى البُعد الظاهري للعمل نجد أنّه لا فرق بين الضربة التي ضربها أمير المؤمنين عليه السلام أو أيّة ضربة تصدر من أي إنسان ، ولكن هذه الضربة إنّما تأخذ بُعدها الحقيقي نتيجة تلك المعرفة التي يعرفها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن التوحيد . فعندما نقول ثمّة عبادة على مستوى الشريعة ، وثمّة عبادة على مستوى الطريقة ، وعبادة على مستوى الحقيقة ، فلا يعني ذلك أنّنا نريد القول بأنّ الأعمال الظاهريّة ستختلف من عمل إلى عمل ، بل إنّ هناك جانباً مشتركاً بين جميع هذه المستويات والطوائف الثلاث .
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 74 ، باب 3 ، ح 3 . [2] قال عليه السلام : عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله . شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، مكتبة المرعشي ، قم : ج 1 ، ص 27 . [3] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 39 ، باب 70 ، ح 1 .
222
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 222