نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 182
حيث إنّه عبد الله ، فهذا الذي يقال إنّه فنى في التوحيد ، وأنّه فنى عن نفسه . وهذه الأمور المعلومة عند من قويت بصيرته ، أشكلت واشتبهت على بعض الأفهام لضعف دركها ، وقصور العلماء عن إيضاحها وبيانها بعبارة مفهمة موصلة للغرض إلى الأفهام ، أو لاشتغالهم بأنفسهم - أي العرفاء - واعتقادهم أنّ بيان ذلك لغيرهم ممّا لا يعنيهم » [1] . في ضوء هذا الفهم لوحدة الوجود الشخصيّة ، وأنّها لا تنافي الكثرة ولا تنافيها الكثرة المترائية في الممكنات ، يتّضح أنّ هذا النحو من التوحيد ليس مخالفاً للعقل والشرع ، كما ادّعاه البعض من الذين وجّهوا نقداً لاذعاً إلى هذه النظريّة . أمّا العقل ، فلظهور الكثرة في الممكنات ، وأمّا الشرع فلأنّ مدار التكليف والوعد والوعيد على تعدّد مراتب الموجودات وتخالف النشآت وإثبات الأفعال للعباد . الإشكاليّة الرابعة : علاقة العرفان بالثقافات السابقة يميل البعض إلى اعتبار العرفان الإسلامي امتداداً لما كان سائداً في الثقافات الأخرى كالثقافة الهنديّة ، والثقافة الفارسيّة القديمة ، وربما الثقافات المصريّة القديمة ، فهل العرفان الإسلامي في الواقع امتداد للعرفان في الثقافات الأخرى ؟ أم له رؤية مستقلّة في مفهوم العرفان تنفصل عن الرؤية السائدة في الثقافات الأخرى ؟ في
[1] إحياء علوم الدِّين ، للغزالي ، نقلاً عن الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 324 .
182
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 182