نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 183
وإذا كانت الأديان التوحيديّة الأخرى قد شهدت لوناً من ألوان العرفان ، فهل الإسلام امتداد طبيعي لتلك الرؤية ؟ أم أنّه أضاف شيئاً أو ابتدع شيئاً آخر في هذه الرؤية ؟ في مقام الإجابة يمكن فصل هذا الإشكال إلى شقّين ; فتارةً نتكلّم على مستوى العرفان العملي الذي يعني السلوك والسير إلى الله سبحانه وتعالى ، أو الجانب العملي ، فمن الواضح أنّه ليس امتداداً للثقافات الأخرى ، لأنّ العرفان العملي عندنا مبنيّ على الشريعة التي هي شريعة الإسلام ، وشريعة الإسلام لها أحكامها وقوانينها وعباداتها وطقوسها التي تختلف كاملاً عن العبادات الموجودة في الشرائع السابقة ، والنظريّات السابقة ، والطرق السابقة الموجودة قبل الإسلام . وتارةً أخرى يكون البحث في العرفان النظري الموجود عندنا في أنّه هل هو امتداد للعرفان الموجود في الشرائع السابقة ، والنظريات السابقة أم لا ؟ وهذا السؤال ليس سؤالاً سيّالاً في كلّ المعارف الإسلاميّة ، ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ الشرائع كلّها لها أصول ثابتة * ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) * [1] ، والدِّين واحد كما أنّ أصوله واحدة ، ولكن مراتب هذه المعارف متعدّدة ، فقد تأتي شريعة وتبيِّن التوحيد ولكنّها تقف عند مرحلة معيّنة ، وتأتي شريعة أخرى وتبيّن التوحيد فتقول : بأنّ هناك مرتبة فوق تلك المرتبة ، وهناك معرفة فوق تلك المعرفة ، وأنّ المعرفة التي جاءت بها الشرائع أو الشريعة السابقة ليست هي منتهى ما يصل في