نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 171
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
علاقة العرفان بسائر العلوم هناك نكتة مهمّة في البحث العرفاني أشار إليها صاحب كتاب « تمهيد القواعد » [1] الذي يُعتبر من الكتب الأساسيّة في فهم النظرية العرفانيّة ، وفي آخر هذا الكتاب يرى ابن تركة بأنّ الذي يريد أن يكون عارفاً وسالكاً إلى الله لا بدّ أن يكون مجتهداً في الفقه وأن يكون مجتهداً في الفلسفة ، وهذا يكشف عن ضرورة تنوّع العلوم بالنسبة للعارف واطّلاعه على سائر المعارف . وعن السبب لحاجة العارف إلى الاجتهاد يشير ابن تركة بأنّه لعلّ العارف في مكاشفاته يكاشف بأمور عندما يترجمها إلى عالم اللّفظ والذهن والصور العقليّة يجد أنّها مخالفة لظاهر الشريعة ، وهنا اجتهاده الفقهي يقف أمام تلك المكاشفة لأنّنا نعلم بأنّ ظاهر الشريعة حقّ وحجّة ولا بدّ من العمل به ولا يجوز تجاوزه . وكما يقول السيّد حيدر الآملي الذي هو أحد العرفاء الكبار من المدرسة الإماميّة : « فكلّ واحد منهما [2] محتاج إلى الآخر وإن لم يعرف صاحبه لأنّ
[1] عندما ينتهي الطالب من أبحاثه الفلسفيّة يمرّ بثلاث مراحل : المرحلة الأولى كتاب « تمهيد القواعد » ، المرحلة الثانية كتاب « فصوص الحكم » لمحيي الدِّين ابن عربي ، المرحلة الثالثة كتاب « مصباح الأُنس » لابن فنارة ، ويعتبر كتاب تمهيد القواعد من أفضل الكتب العرفانيّة في العرفان النظري المنظّمة والمنظّر لها تنظيراً جيّداً ، وصاحبه من العرفاء الكبار ومن الفلاسفة أيضاً . [2] أي أصحاب الظاهر وأصحاب الباطن ، وأصحاب الظاهر هم أصحاب الشريعة ، وأصحاب الباطن هم أصحاب العرفان والتصوّف كرؤية كونيّة لا كظاهرة اجتماعيّة .
171
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 171