نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 172
كلّ ظاهر لم يكن مستنداً إلى الباطن هو كفر ، وكلّ باطن لم يكن متمسّكاً بالظاهر فهو زندقة » . فهذه الظاهرة التي تجدها عند البعض الذي يتصوّر أنّه إذا وصل إلى مقامات عرفانيّة فلا بدّ أن لا يلتزم بالظاهر ، فإنّ صريح الكبار من العرفاء القول بأنّ هذا زندقة لأنّ الظاهر والباطن أحدهما مكمِّل للآخر ، لا أنّ أحدهما معارض للآخر . وعلى أيّ الأحوال فإنّ ابن تركة يرى بأنّ العارف بحاجة أن يكون مجتهداً في الفقه حتّى إذا كوشف بأمر خلاف ظاهر الشريعة يرفضه رفضاً قاطعاً ، ويحتاج أن يكون مجتهداً في الفلسفة حتّى إذا كُوشف بأمور تكون مناقضة للقوانين العقليّة الفلسفيّة البرهانيّة أيضاً يرفضها . ومن هنا يقول : إنّ نسبة الفلسفة إلى العرفان كنسبة المنطق إلى الفلسفة ، فكما أنّه لا يمكن أن يكون عندنا فلسفة بلا منطق ، كذلك لا يمكن أن يكون عندنا عرفان بلا فلسفة . قال في « تمهيد القواعد » : « لا بدّ للسالكين من أصحاب المجاهدات السائرين في طريق الحقيقة بمساعي الجدّ والاجتهاد أن يحصّلوا العلوم الفكرية والمعارف اليقينية النظرية بعد تصفية القلب عن شوائب النسب الخارجية بقطع العلائق المكدّرة وتحليته بمكارم الأخلاق ومحامدها ، حتّى تصير هذه العلوم النظرية - التي من جملتها الصناعة الآليّة المميّزة - بالنسبة إلى المعارف الذوقية ، كالعلم الآلي المنطقي بالنسبة إلى العلوم النظرية غير المنسّقة المنتظمة ، وذلك لأنّ الملكة الحاصلة عقيب هذه النظريات
172
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 172