responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 170


إلاّ إذا استطاع أن يقيم البرهان عليها .
وإذا كانت مدّعيات العرفاء ومكاشفاتهم تُبيَّن من دون البرهان والدليل في الأعمّ الغالب بحسب الظاهر إلاّ أنّ صدر المتألّهين يشير إلى حقيقة تتضمّنها هذه المكاشفات وهي أنّها يمكن إقامة الدليل عليها ، وإن لم يرد في كلمات العرفاء ذلك ، لانشغالهم عن عالم اللفظ والبيان وإقامة البرهان بما هو أهمّ في نظرهم .
قال صدر المتألّهين : « إيّاك وأن تظنّ بفطانتك البتراء أنّ مقاصد هؤلاء القوم من أكابر العرفاء واصطلاحاتهم وكلماتهم المرموزة خالية عن البرهان من قبيل المجازفات التخمينيّة أو التخيّلات الشعرية ، حاشاهم عن ذلك ، وعدم تطبيق كلامهم على القوانين الصحيحة البرهانية ، والمقدّمات الحقّة الحكميّة ناشئ عن قصور الناظرين ، وقلّة شعورهم بها وضعف إحاطتهم بتلك القوانين » [1] .
من هنا حاول صدر المتألّهين التصدّي لهذه المهمّة الأساسيّة في الحكمة المتعالية كما أشرنا سابقاً .
قال في هذا المجال : « فحاولت إكمال الفلسفة وتتميم الحكمة » [2] ، ومن هنا صارت الحكمة المتعالية جسراً رابطاً بين الفلسفة المشّائية وبين العرفان النظري ، بحيث لا يمكن عبور الهوّة من الفلسفة المشائية إلى العرفان النظري إلاّ من خلال الجسر الذي أقامه صدر المتألّهين في الحكمة المتعالية .



[1] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، مصدر سابق : ج 2 ، ص 315 .
[2] المصدر نفسه : ج 2 ص 292 .

170

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست