responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 372


مقصود الشرائع كلها سياقة الخلق إلى جوار الله وسعادة لقائه والارتقاء من حضيض النقص إلى ذروة الكمال ومن هبوط الدنيا إلى شرف الأخرى وذلك لا يتيسر إلا بمعرفة الله ومعرفة صفاته والاعتقاد بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لما مر أن قوام الممكن بالواجب وقوام النفس بالعقل وقوام العقل بالباري جل اسمه وأن النفس الإنسانية في أول الأمر شيء بالقوة شبيهة بالعدم بحسب النشأة الثانية وإن كانت صورة طبيعية متحركة حساسة بحسب هذه النشأة الأولى فإنها حساسة بالفعل علامة بالقوة فما لم يعلم ذاتها بالعبودية وبارئها بالربوبية فلا قوام له في القيامة لما ذكرنا أن قوام العبد بالرب وقوام النفس بالمعرفة وبصيرورتها جوهرا عقليا وعالما ربانيا إلهيا وكما أن العبودية والمربوبية مقوم لها كذلك الإلهية والربوبية عين ذاته تعالى « وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ » [1] أي ليكونوا لي عبيدا وتحققوا به بالعرفان وفيه سر النفس وسر قوله عليه السّلام : « من عرف نفسه فقد عرف ربه » وسر قوله تعالى « نَسُوا الله فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ » [1] فإذا ثبت أن مقصود الشرائع معرفة النفس بقيومها والصعود إلى بارئها بسلم معرفة ذاتها والانتباه من رقدة الطبيعة والخلاص من موت الجهالة والخروج من ظلمات الهواء وغشاوة هذا الأدنى وهذا نوع من الحركة والحركة لا يكون إلا في زمان فالارتقاء من حضيض النقصان إلى ذروة الكمال لا يتحصل إلا في مدة من الحياة الدنيا فصار حفظ هذه الحياة التي هي النشأة الحسية مقصودا ضروريا للدين لأنه وسيلة إليه كما أشار إليه عليه السّلام بقوله : « الدنيا مزرعة الآخرة » فكلما يتوقف عليه تحصيل المعرفة والإيمان بالله يكون ضروريا واجبا تحصيله وترك ما يضاده وينافيه .



[1] : س 51 ى 56 في بعض النسخ ولهذا قال تعالى وما .
[1] : س 59 ى 19 .

372

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست