نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 315
الذاتية التي جبلت عليها الأشياء إذا وقع الرجوع إليها يكون ملائمة لذيذة وإن وقعت المفارقة عنها أمدا بعيدا والحيلولة عن السكون إليها والاستقرار لها زمانا مديدا كما قال تعالى « وحِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ » [1] والله متجل بجميع الأسماء في جميع المقامات والمراتب فهو الرحمن الرحيم وهو العزيز القهار وفي الحديث : « لو لا أن تذنبون لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون » وقال بعض المكاشفين [1] يدخل أهل الدارين فيهما السعداء بفضل الله وأهل النار بعدل الله وينزلون فيهما بالأعمال ويخلدون فيهما بالنيات فيأخذ الألم جزاء العقوبة موازيا لمدة العمر في الشرك في الدنيا فإذا فرغ الأمد جعل لهم نعيما في الدار التي يخلدون فيها بحيث إنهم لو دخلوا الجنة تألموا لعدم موافقة الطبع الذي جبلوا عليه فهم يتلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير وما فيها من لذع الحيات والعقارب كما يلتذ أهل الجنة بالظلال والنور ولسم [1] الحسان من الحور لأن طباعهم يقتضي ذلك ألا ترى الجعل على طبيعة يتضرر بريح الورد ويلتذ بالنتن والمحرور من الإنسان يتألم بريح المسك فاللذات تابعة للملائم والآلام لعدمه . ونقل في الفتوحات المكية [1] عن بعض أهل الكشف أنه قال إنهم يخرجون إلى الجنة حتى لا يبقى فيها أحد من الناس البتة ويبقى أبوابها تصطفق وينبت في قعرها الجرجير ويخلق الله لها أهلا يملأها » .
[1] : س 34 ى 53 . [1] : وهو العارف المكاشف ابن العربي في الفتوحات المكية وكتاب فصوص الحكم والشيخ العارف صدر القونيوي . [1] : ولثم الحسان من الحور . [1] : الفتوحات المكية ط بولاق 1278 ه ق ج 2 ص 178 179 .
315
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 315