responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 314


غاية يصل إليها يوما وأن الرحمة الإلهية وسعت كل شيء كما قال جل ثناؤه « عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » [1] .
وعندنا أيضا أصول دالة على أن الجحيم وآلامها وشرورها دائمة بأهلها كما أن الجنة ونعيمها وخيراتها دائمة بأهلها إلا أن الدوام لكل منهما على معنى آخر وأنت تعلم أن نظام الدنيا لا ينصلح إلا بنفوس غليظة وقلوب قاسية ولو كان الناس كلهم سعداء بنفوس خائفة من عذاب الله وقلوب خاشئة لاختل النظام بعدم العاملين بعمارة هذه الدار من النفوس الغلاظ كالفراعنة والدجاجلة والنفوس المكاره كشياطين الأنس والنفوس البهيمية كجهلة الكفار .
وفي الحديث : الرباني إني جعلت معصية آدم سببا لعمارة العالم » قال سبحانه « ولَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها ولكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ » .
فكونهما على طبقة واحدة ينافي الحكمة لإهمال سائر الطبقات الممكنة في مكمن الإمكان من غير أن يخرج من القوة إلى الفعل وخلو أكثر مراتب هذا العالم عن أربابها فلا يتمشى النظام إلا بوجود الأمور الخسيسة والدنية المحتاج إليها في هذه الدار التي يقوم بها أهل الظلمة والحجاب ويتنعم بها أهل الذلة والقسوة المبعدون عن دار الكرامة والمحبة والنور .
فوجب في الحكمة الحقة التفاوت في الاستعدادات لمراتب الدرجات في القوة والضعف والصفاء والكدورة وثبت بموجب قضائه اللازم النافذ في قدره الحكم بوجود السعداء والأشقياء جميعا فإذا كان وجود كل طائفة بحسب قضاء إلهي ومقتضى ظهور اسم رباني فيكون لها غايات طبيعية ومنازل ذاتية والأمور



[1] : سوره 7 آية 155 .

314

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست