على باب الجنة [1] يعرف من يشاهده أنه صنعتك وبناؤك ويعلم أنه قد كان في الدنيا جسرا ممدودا على متن جهنم طبيعتك التي قيل لها هل امتلأت وتقول [1] هل من مزيد ليزيد في طولك وعرضك وعمقك من « ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ » [1] إذ كان جسمك ظل حقيقتك وهو ظل غير ظليل لا يغنيها من اللهب [1] لهب الطبيعة بل هو الذي يقودها إلى لهب الشهوات وتوقد فيها نارها فالكامل من يطفئ نارها بماء التوبة وماء العلم في الموطن الذي فيه قوة قبول الأعمال والطاعات قبل قيام نشأة المجازاة .
الإشراق التاسع في نشر الكتب والصحائف كل ما يدركه الإنسان بحواسه يرتفع منها أثر إلى الروح ويجتمع في صحيفة ذاته وخزانة مدركاته وهو كتاب منطو اليوم عن مشاهدة الأبصار فيكشف [1] له بالموت ما يغيب عنه في حال الحياة مما كان مسطورا في كتاب لا يجليها إلا لوقتها [1] وقد مر أن رسوخ الهيئات وتأكد الصفات وهو المسمى عند أهل الحكمة بالملكة وعند أهل النبوة والكشف بالملك والشيطان يوجب خلود الثواب والعقاب .
فعلم أن الآثار الحاصلة من الأفعال والأقوال في النفوس بمنزلة النقوش الكتابية في الألواح « أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ » [1] وهذه الألواح النفسية يقال لها صحائف الأعمال وهذه النقوش والصور كما يفتقر إلى قابل يقبلها يفتقر إلى ناقش ومصور فالمصورون والكتاب هم الكرام الكاتبون وهم طائفتان ملائكة

[1] : تعرف من مشاهدته أنه صنعتك د ط .
[1] : س 50 ى 29 .
[1] : س 77 ى 30 .
[1] : س 77 ى 31 .
[1] : نكشف له بالموت د ط .
[1] : لا يجليها لوقتها إلا هو .
[1] : س 58 ى 22 .

293