نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 292
عليه وآله « يمر المؤمن على الصراط كالبرق » وورد أيضا « أن الصراط يظهر يوم القيامة للأبصار على قدر نور المارين عليه فيكون دقيقا في حق بعض وجليلا في حق آخرين » . ويصدق هذا الخبر قوله تعالى « نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ » [1] والسعي مشي وما ثمة طريق إلا الصراط . وإنما قال بأيمانهم لأن المؤمن في الآخرة لا شمال له كما أن الكافر لا يمين له . وبالجملة النور هو نور القوة النظرية وبحسبه يمشي الإنسان طريق الحق بقوته العملية فهذه الآية قد جمعت فائدة الخبرين المذكورين . فالصراط المستقيم هو الوسط الحق بين الأطراف ولا عرض له ولذلك ليس في قدرة البشر الاستقامة عليه إلا من شاء الله . وقال النبي صلّى الله عليه وآله : « شيبتني سورة هود لمكان « فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ » [1] » فلا جرم يرد أمثالنا النار وردا ما لقوله تعالى « إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا » [1] . كشف ملكوتي اعلم أن الصراط المستقيم الذي إذا سلكت أوصلك إلى الجنة هو صورة الهدى الذي أنشأته لنفسك ما دمت في عالم الطبيعة من الأعمال القلبية فهو في هذه الدار كسائر المعاني الغائبة عن الحواس لا يشاهد له صورة حسية فإذا انكشف غطاء الطبيعة بالموت يمد لك يوم القيامة جسرا محسوسا على متن جهنم أوله في الموقف وآخره