نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 263
كذلك قد يحصل منه من غير مشاركتها كوجود الأفلاك والكواكب من المبادئ الفعالة حيث وجدت منها على سبيل الإبداع توجب ما [ توجبها ] تصورات تلك المبادئ بلا شركة الهيولى بالاستعداد إذ لا مادة قبل وجودها ومن هذا القبيل الصور الخيالية الصادرة عن النفوس [1] بقوتها الخيالية من الأشكال والأعظام والأجرام التي هي كالأفلاك بأعداد كثيرة من الجسميات فإنها ليست قائمة بالجرم الدماغي ولا في العالم المثال الكلي كما بيناه بل في عالم النفس وصقع منها خارج عن جرميات هذا العالم الهيولائي . ولا شبهة في أن ما يتصورها النفس بقوتها المصورة ويشاهدها بباصرتها الخيالية لها وجود لا في هذا العالم وإلا لرآها كل سليم الحس بل في عالم غائب عن هذه الحواس الظاهرة لأنها مادية لا تدرك إلا ما يقارن المادة وإنما ضعف وجودها وعدم ثباتها لنا ما دمنا في هذا العالم وقل أثرها لاشتغال النفس بما تورده الحواس عليها من آثار هذا العالم ولضعف الهمة حتى لو فرض ارتفاع هذه الشواغل وقوة العزيمة واجتماع الهمة وانحصار القوى في المتخيلة يكون تلك الصور حينئذ أقوى من هذه المحسوسات التي يدركها هاهنا ويكون تلك القوة عينا باصرة للنفس وقدرة فعالة فيصير القوة فعلا وينقلب العلم مشاهدة والخيال بصرا . الأصل الخامس : أنك قد علمت أن القوة الخيالية والجزء الحيواني من الإنسان جوهر مجرد عن هذا البدن الحسي والهيكل المحسوس فهي عند تلاشي هذا القالب المركب من العناصر واضمحلال أعضائه وآلاته باقية غير داثرة ولا يتطرق إليها فساد ولا اختلال أصلا .