responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 250


وشرها بإدراك ما يضادها فلذة الحس إدراك ما يلائمه من المحسوس ولذة الغضب الظفر بالانتقام والوهم الرجاء والحفظ التذكر .
ثم هذه القوى وإن اشتركت في هذه المعاني فمراتبها متفاوتة فما وجوده أقوى وكماله أعلى ومطلوبه ألزم وأدوم فلذته أشد فليس كل لذة كما للحمار في بطنه وفرجه حتى يكون المبادئ السابقون المقربون عدمت عندهم [1] اللذة والسعادة أصلا .
ثم إن الكمال والأمر الملائم ربما تيسر للقوة الدراكة وهناك إما مانع شاغل لها عنه فيكرهه ويؤثر ضده ككراهة بعض المرضى للطعوم الحلو وإيثار ضدها وإما ممنوة هي بضد ما هو كمالها فلا تحس به ما دامت كذلك .
فإذا تقرر هذا فنقول النفس الناطقة كمالها الخاص بها أن يتحد بالعقل الكلي ويتقرر فيها صورة الكل والنظام الأتم والخير الفائض من مبدأ الكل الساري في العقول والنفوس والطبائع والأجرام الفلكية والعنصرية إلى آخر الوجود فيصير بجوهرها عالما عقليا فيه ماهية [1] الكل وينقلب إلى أهله مسرورا .
وإذا قيس هذا الكمال بالكمالات المعشوقة لسائر القوى كانت نسبتها إليها في العظمة والشدة والدوام واللزوم كنسبة العقل إلى القوى الحسية البهيمية والغضبية لكنا في عالمنا هذا وانغمارنا في البدن وحواسنا البدنية وأغراضنا الدنيوية لا نحن إليها كل الحنون إلا من خلع منا عن نفسه ربقة الشهوة وعن عنقه قلادة الغضب وعن بصره غشاوة التقليد ورفض وساوسه فيطالع شيئا من الملكوت الأعلى عند انحلال الشبهات واستيضاح المطلوبات فتجد من تلك اللذة مثالا ضعيفا تفوق لذته على كل لذة من لذات هذا العالم من منكح هنيء ومطعم شهي ومسكن بهيء .



[1] : عدمت عنهم اللذة والسعادة .
[1] : فيه هيئة الكل كذا وجدنا في أكثر النسخ المخطوطة .

250

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست