responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 243


بذاته العارية المظلمة يدرك الأنوار العقلية فمن لم يكن بذاته مدركا للأشياء ولم يحصل له شيء بعد فكيف يدرك شيئا آخر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور أو ينال الأشياء بالصورة الحاصلة فيه فما لم يدرك تلك الصورة الحاصلة أولا كيف يدرك بها غيرها وإلا فإن جاز ذلك فإما بأن يكون تلك الصورة عاقلة لذاتها ولغيرها ومعقولة لذاتها هذا خلف ومحال .
أو بأن يكون معقولة له وعاقلة لما وراءها فالكلام فيه عائد جذعا ولئن قلت إن العقل المنفعل إذا حصلت له الصورة المجردة لم يصح لأحد أن يقول إنه في ذاته معرى عنها غير منور بها حينئذ .
فأقول إن كان حصولها للعقل المنفعل حصول صورة لمادة يتحد بها نوعا آخر بالفعل فهذا هو الحق الذي نرومه فكما ليست المادة شيئا من الأشياء المعينة بالفعل إلا بالصورة وليس وجود الصورة لها لحوق موجود بموجود بالانتقال من أحد الجانبين بل بأن يتحول المادة في نفسها من مرتبة من النقص إلى مرتبة من الكمال فكذلك حال النفس في صيرورتها عقلا بالفعل وإن كان حصول الصورة العقلية للعقل المنفعل حصول موجود مباين لموجود مباين كوجود السماء والأرض لنا [1] كما زعمه الجمهور لا كوجود صورتهما الحاصلة فينا لنا على الوجه الذي ذهبنا إليه فليس الحاصل في مثل ذلك إلا حصول إضافة محضة والإضافة من أضعف الأعراض وجودا بل لا وجود لها [1] في الخارج إلا كون الطرفين على وجه إذا عقل أحدهما عقل الآخر فهذا حظهما من الوجود لا أن لها صورة في الأعيان .
ثم إن وجود الإضافة إلى شيء غير وجود ذلك الشيء فإن إضافة الدار والفرس



[1] : كوجود السماء لنا لست أقول صورتهما الحاصلة فينا فليس الحاصل د ط .
[1] : بل وجودها وجود الطرفين على وجه إذا عقل أحدهما عقل الآخر .

243

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست