responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 155


قال الشيخ في إلهيات [1] الشفاء : ظن قوم أن القسمة يوجب وجود شيئين في كل شيء كإنسانين في معنى الإنسانية إنسان فاسد محسوس وإنسان معقول مفارق أبدي لا يتغير وجعلوا لكل واحد منهما وجودا فسموا الوجود المفارق وجودا مثاليا وجعلوا لكل واحد من الأمور الطبيعية صورة مفارقة وإياها يتلقى العقل إذا كان المعقول شيئا لا يفسد وكل محسوس من هذه فاسد وجعلوا العلوم والبراهين تنحو نحو هذه وإياها تتناول وكان المعروف بأفلاطن ومعلمه سقراط يفرطان في هذا القول ويقولان إن للإنسانية معنى واحدا موجودا يشترك فيه الأشخاص ويبقى مع بطلانها وليس هو المعنى المحسوس المتكثر الفاسد فهو إذن المعنى المعقول المفارق انتهى .
فإن قلت :
معنى الإنسانية محمول على زيد وعمرو وغيرهما ولو كان له وجود مفارق عن الأشخاص كيف يجوز حمله عليهم والحمل هو الاتحاد في الوجود .
قلنا :
المعنى الذي له الوجود المفارقي ليس مناط حمله على الكثرة وجهة اتحاده معها هو نحو وجوده المفارقي بل مناط الحمل عليها وجهة الاتحاد معها هو الاتفاق معها في سنخ واحد ومعنى مشترك فكل مشتركين في معنى واحد مقوم يكونان متحدين فيه ويجوز حمله عليهما .
وأما كون أحدهما كليا والآخر جزئيا فهو إما باعتبار تقوم أحدهما في الوجود بعوارض حسية يتشخص بها وينعدم بعدمها كالإنسان الطبيعي وعدم تقوم الآخر في الوجود بها كالإنسان العقلي وإما باعتبار كون أحدهما سببا لوجود الآخر والوجود العقلي السببي مشتمل على الوجودات الحسية المسببة فيكون كليا وهذه الحسيات المعلولة جزئيا



[1] : إلهيات الشفاء طبعة الحجرية ط 1305 ه ق ص 560 في إبطال القول بالتعليميات والمثل ص 558 في اقتناص مذاهب الحكماء الأقدمين في المثل وص 567 .

155

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست