تأييد تنبيهي ومما يؤيد ما ذكرناه أن مفاد قولنا زيد موجود في الهلية البسيطة هو وجود زيد لا وجود أمر له كما صرح به بعض المحققين [1] قول الشيخ الرئيس في بعض كتبه فالوجود الذي للجسم هو موجودية الجسم لا كحال البياض في الجسم في كونه أبيض لأن الأبيض لا يكفي فيه البياض والجسم انتهى فإن معناه أنه لا بد في صدق الحمل لكل محمول غير الوجود على شيء من أن يكون للمحمول معنى في نفسه وله وجود عند الموضوع وإن كان وجوده في نفسه عين وجوده عند الموضوع .
فهاهنا أمور ثلاثة وجود الموضوع ومفهوم المحمول ووجود رابطي بينهما وأما في مثل قولنا الجسم موجود فيكفي هاهنا الجسم والوجود من غير حاجة إلى ثالث .
وقال أيضا في التعليقات وجود الأعراض في أنفسها هو وجودها في موضوعاتها سوى أن العرض الذي هو الوجود لما كان مخالفا لحاجتها إلى الوجود حتى يصير موجودة واستغناء الوجود عن الوجود حتى يكون موجودا لم يصح أن يقال إن وجوده في موضوعه هو وجوده في نفسه بمعنى أن للوجود وجودا كما يكون للبياض وجود بل بمعنى أن وجوده في موضوعه نفس وجود موضوعه وغيره من الأعراض وجوده في موضوعه وجود ذلك الغير انتهى .
ولا يخفى أن هذا الكلام والذي نقلنا قبيله نصان على أن للوجود كونا في

[1] : وهو السيد المحقق الداماد وقد صرح بهذا في القبسات طبع ط 1314 ه ق القبس الثاني ص 26 27 وقد نقلنا كلامه وحققناه في حواشينا قوله قده كما قد صرح به بعض المحققين هذه العبارة ليست في أكثر النسخ المخطوطة .

12