نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 11
إسم الكتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية ( عدد الصفحات : 379)
فكذلك إلا أنها يمكن زوالها بنفسها عن المواد لا زوال خصوصياتها مع بقائها أنفسها . الثامن : في تحقيق اتصاف الماهية بالوجود . قد اضطربت أفهام المتأخرين في اتصافها به وصارت أذهانهم بليدة عن تصوره من جهة أن ثبوت شيء لشيء فرع على ثبوت ذلك الشيء في نفسه فيلزم على تقدير هذا الاتصاف أن يكون الماهية موجودة قبل وجودها فتارة أنكروا قاعدة الفرعية وبدلوها بالاستلزام وتارة خصصوها بما وراء الوجود من الصفات وتارة جعلوا مناط الموجودية اتحاد الماهية مع مفهوم الموجود المشتق من غير أن يكون للوجود قيام أو ثبوت لنفسه أو لغيره وكذا الحكم في كل مشتق عند القائل بهذا ولم يحقق أحد منهم كنه الأمر في هذا المقام من أن الوجود كما مر نفس موجودية الماهية لا موجودية شيء غيره لها كسائر الأعراض حتى لزم أن يكون اتصاف الماهية به فرع تحققها في نفسها فالقاعدة على عمومها باقية من غير حاجة إلى الاستثناء في القضايا الكلية العقلية كما قد يحتاج إليه في الأحكام النقلية عند تعارض الأدلة . وهذا الذي أظهرناه إنما جريانه على طريقة القوم من أن الماهية موجودة والوجود من عوارضها وأما على طريقتنا فلا حاجة إليه إذ لا اتصاف لها به ولا عروض له عليها بل إنما الموجود في الأعيان هو نفس حقيقة الوجود بالذات وأما المسمى بالماهية فهي أمر متحد مع الوجود ضربا من الاتحاد ونسبة الوجود إليها على ضرب من الحكاية لا الحقيقة [1] كما أوضحناه في مسفوراتنا مستقصى .