نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 108
ففاعل الزمان لا بد وأن يكون له جهتان جهة وحدة عقلية وجهة كثرة تغيرية فبجهة وحدته يفعل الزمان وبجهة كثرته ينفعل عنه ويتغير به وما هي إلا النفس فنفس الجرم الأقصى حافظة للزمان والحركة وهي أيضا محدد المكان والجهة بهذا البرهان بعينه إذ الجرم الشخصي كما يحتاج إلى الزمان يحتاج إلى المكان والجهة فكيف يتقدم عليهما بالطبع . فهذه الأمور إما من مقومات الشخص بما هو شخص أو من لوازم وجودها ولوازم الوجود كلوازم الماهية في استحالة تخلل الجعل بينها وبين ملزوماتها . إشارة وتنبيه قد علمناك وهديناك إلى طريق عرشي في إثبات حدوث العالم بجميع أجزائه حتى الأفلاك وصورها وطبائعها ونفوسها حدوثا زمانيا تجدديا بعد ما أشرنا إليك إلى فقر الهويات الوجودية إلى بارئها فقرا ذاتيا من حيث هوياتها وأنها تعلقية الوجود من غير أن يكون لها كينونة لأنفسها ولا أن يكون لها مع أنفسها إذا قطع النظر عن جاعلها إلا البطلان المحض والليس الصرف . وبينا أيضا بالبرهان النير العرشي أن الماهيات أمور لا يتعلق بها في ذاتها الجعل والتأثير ولا الوجود والعدم ولا الحدوث ولا القدم . فاشكر ربك في انفتاح روزنة قلبك إلى مشاهدة عالم الملكوت من هذا البيت المظلم الكدر ذي عقارب وحيات وسباع . ثم إن أبعد الناس عن طريق الحق ممن يشرع فيما لا يعنيه ويريد أن يذب عن مذهب لا يعرفه ولا يحيط بحجج أهله من يثبت على الله تعالى إرادات متجددة غير متناهية سابقة ولاحقة ويزعم [1] أن له إرادة ثابتة أزلية وإرادات متجددة غير متناهية