إسم الكتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية ( عدد الصفحات : 379)

بحث وتحصيل اعترض بعض المتكايسين [1] على قول من قال في بقاء الموضوع لحركة النمو والذبول أن زيد الشباب [ الشاب ] بعينه زيد الطفل وإن عظمت جثته وزيد الشيخ بعينه زيد الشباب وإن صغرت جثته بأن المراد من بقاء زيد إن كان بقاء نفسه فليس النامي هو النفس بل البدن وإن كان المراد بقاء بدنه فليس بدنه باقيا لاستيلاء الحرارة الغريزية وغيرها عليه بالتحليل كما بني عليه تجرد النفس .
واعلم أن ما ذكره مغالطة نشأت من إهمال الحيثيات وتضييع الاعتبارات إذ لا شبهة في أن زيدا جسم نام ناطق ففي الجسم اعتبارات اعتبار أنه جسم فقط واعتبار أنه جسم مقيد واعتبار أنه جسم بلا شرط أن يؤخذ معه قيد أم لا .
والأول مادة والثاني فرد مركب والثالث جنس فالجنس بالمعنى الذي هو به جنس يصدق على المركب والذي لم يصدق عليه هو الجسم بالمعنى الذي هو مادة فما هو جزء ماهية زيد لا يكون محمولا وما هو محمول لا يكون جزءا .
وعلم بهذا أن ترديده غير حاصل بل النامي الباقي هو زيد والمتبدل هو خصوصيات المقادير وهكذا في استكمالاته الجوهرية فإن في الوجود كمالا ونقصا .
واعلم أن كل اشتداد واستكمال ومقابلهما لا يلزم أن يؤدي إلى تخالف نوعي بحسب الماهية بل قد يكون وقد لا يكون فلا يلزم أن الإنسان إذا كمل في إنسانيته كان قد خرج من نوعه إلى نوع آخر وكذلك حدود السواد في اشتداده لا يلزم أن يكون أمورا متخالفة بالنوع وإن جاز أن يؤدي الاستحالة إلى الانتقال من الضد إلى الضد .

[1] : هو الحكيم المحقق صاحب التحصيل تلميذ الشيخ الأجل صاحب الشفاء قدس سرهما واعترض على الشيخ ولصعوبة هذه المسألة أنكر صاحب الإشراق الحركة الكمية حيث قال إضافة مقدار إلى مقدار وانفصال مقدار عن المتصل يوجب انعدامه فالمصير إلى ما حققه المصنف في مسفوراته .

101