responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 364


وأما قتال أهل البغي فلما يظهر من الاضطراب بسبب انسلال المارقين عن ضبط السياسة الدينية التي يتولاها حارس السالكين إلى جوار الله وكافل المحققين نائبا عن رسول رب العالمين ليحفظ [ لحفظ ] حدود الله والأحكام من الحلال والحرام .
وأما القصاص والديات فدفعا للسعي في إهلاك الأنفس والأطراف .
وأما حد السرقة وقطع الطريق فدفعا لما يستهلك الأموال التي هي أسباب المعاش .
وأما حد الزنا واللواط والقذف فدفعا لما يشوش أمر النسل والأنساب [1] .
الإشراق الرابع في الفرق بين النبوة والشريعة والسياسة نسبة النبوة إلى الشريعة كنسبة الروح إلى الجسد الذي فيه الروح والسياسة المجردة عن الشرع كجسد لا روح فيه .



[1] : لأن مراعاة جهة البدن ومركب الروح واجب عقلا وكشفا وإهمال هذه الجهة ينجر إلى فساد الروح وزوال استعداد المادة لتربية النفوس الكاملة والأرواح المكرمة المطهرة وروي عن النبي : « العلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان » فعلم الأبدان كالطب ندب إليه النبي بالتصريح والتقديم هنا والتلويح والتعظيم في قوله حكاية عن الله تعالى : « أنا الله وأنا الرحمن إني خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته » وروي في حقها : « من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته » وعن بعض المكاشفين أن الرحم اسم لحقيقة الطبيعة وهي حقيقة جامعة بين الكيفيات الأربع بمعنى أنها عين كل واحدة وليس كل واحدة من كل وجه عينها بل من بعض الوجوه ووصلها بمعرفة مكانتها وتفخيم قدرها إذ لو لا المزاج المتحصل من أركانها لم يظهر التعين للروح الإنساني ولا أمكنه الجمع بين العلم بالكليات والجزئيات الذي به توسل إلى التحقق بالمرتبة البرزخية المحيطة بأحكام الوجوب والإمكان والظهور بصورة الحضرة والعالم تماما وقطع الرحم بازدرائها وبخس حقها فإن من بخس حقها فقد بخس حق الله وجهل ما أودع فيها من خواص الأسماء ولو لا علو مكانتها لم يحبها الحق ومن هذه الجهة وجهات أخر قد أكد الشريعة المحمدية بلزوم الجمع بين قواعد الدنيا وقوانين الآخرة .

364

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست