الشاهد الثالث في الإشارة إلى العوالم الثلاثة دار الدنيا ودار الحساب والجزاء ودار القرار بقول مستأنف وفيه إشراقات : .
الإشراق الأول في حصر العوالم على كثرتها في ثلاث نشآت قد أشرنا سابقا إلى أن الموجود إما محسوس أو مخيل أو معقول ولكل منها نشأة وعالم فعالم المحسوسات هي الدنيا وهي دار الحركات والاستحالات وكل ما فيها فهو لا محالة أمر متجدد الوجود مستحيل الكون لا يلحق آخره بأوله ولا يستمر أوله إلى آخره وعالم الصور الباطنة يحذو حذو هذا العالم في اشتماله على جميع الصور الملذة والموذية إلا أنها أشد إلذاذا وإيلاما من هذه الأشياء لأنها ألطف وأقوى فهي ينقسم إلى جنة السعداء وجحيم الأشقياء وأما عالم الآخرة المحضة فهي عالم الوحدة والجمعية فكل كثرة تصل هناك يضمحل لشدة وحدته وكل ظل وفيء يتلاشى

320