وأورد الشيخ السهروردي [1] على هذا ب أن وحدة الجسم إن وجدت في الأعيان كان عرضا ثابتا فلا يبطل بتوهمنا وحينئذ فهل يتحقق في كل من أجزائه الوهمية شيء من الوحدة أو كلها أو لا يتحقق أصلا .
ففي الأول يلزم كون الوحدة الخارجية ذات جزء وهمي فلا يكون وحدة .
وفي الثاني كون الجسم واحدا بوحدات غير متناهية حسب إمكان توهم القسمة فيه وفي الثالث خلو الجسم عن الوحدة الجسمية العينية فليس لها صورة في العين .
فنقول أولا إنه منقوض بوجودها له في الوهم وثانيا إن المتصل لا جزء له بالفعل لا عينا ولا وهما قبل القسمة وبعد القسمة انعدمت هويته وحدثت غيرها كثرة من نوعه ونسبة الجزئية إليها على المسامحة والتشبيه .
حجة أخرى إن في الإنسان قوة ذات تجرد المعقولات عن المادة وعوارضها فتجردها إما لذاتها أو لما أخذت منه أو من جهة الأخذ .
والأول يوجب الاتفاق فما كان شيء منها يقترنه هذه اللواحق في العين لأن ما بالذات لا يتخلف .
والثاني يكون تناقضا فبقي الأخير فلم يكن هذا الوجود له وجود أمر في جسم أو جسماني .

[1] : في الحكمة الإشراق الطبعة الحجرية ط 1316 ه ق ص 140 .

210