نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 209
العاقلة في المحسوس عملا يجعله معقولا وفعلها هذا ليس بمشاركة وضع المادة وكل قوة جسمانية لا يفعل شيئا إلا بمشاركة الوضع كما علمت ولا محالة يكون فعلها صورة متخصصة بوضع وجهة وكم فلم يكن مطلقة كلية محمولة على أعداد كثيرة بل محسوسة جزئية فكل قوة تعقل أمرا كليا فهي مجردة . ومما يكشف أن للإنسان قوة مفارقة يدرك أشياء يمتنع وجودها في الجسم كالضدين معا والعدم والملكة معا ولوجود هذه [1] الأمور في النفس يمكننا أن نحكم بأن لا وجود لشيء منها في الأجسام ولنا أن ندرك أيضا الحركة والزمان واللانهاية مما استحال أن يكون له صورة في المواد . ومن الشواهد إدراكنا للوحدة المطلقة والمعنى البسيط العقلي ومعلوم أن كل ما في الجسم فهو منقسم . إشكال وانحلال عرشي إذا قيل الوحدة قد يعرض للجسم أو يحمل عليه يقال إن وحدة الجسم كوجوده ينقسم بالقوة لأنها كوجود الجسم عبارة عن اتصاله وامتداده فلها أقسام بالقوة . وأما الوحدة المطلقة المشروطة فيها أن لا ينقسم أصلا فهي لا محالة مجردة . بل كل معنى من حيث أخذه منحازا عن غيره ليس إلا واحدا مستحيل القسمة إلى شيء وشئ والنفس يدرك كثيرا من الأشياء على هذا الوجه فلو كان إدراكها كذلك بقوة جسدانية لكان يعرض أن يكون فيها شيء دون شيء .