الإشراق السادس :
في تنزيهه تعالى من [1] مذاهب الجهال نزه بارئك مما قالته أهل الجاهلية الأولى والثانية أما الأولون فمنهم من قال بأن الواجب الغني عما عداه هو هذا الفلك المحسوس الدوار أو الكواكب النير السيار كلها أو واحد منها .
ومنهم من زعم أن مادة هذه المحسوسات وهيولاها هي الإله وكانت مجردة قديمة ثم حدثت فيها الصور والحركات والمركبات .
ومنهم كأصحاب ذيمقراطيس على أنها أجسام متفقة بالنوع مختلفة بالشكل .
ومنهم كأصحاب الخليط على أنها أجسام مختلفة بالنوع .
ومنهم أنه عنصر واحد ماء أو هواء أو نار أو غير ذلك .
ومنهم وهم الحرنانيون من قال إنها خمسة هيولى وزمان وخلأ ونفس وإله .
ومنهم وهم النصارى أنها ثلاثة أقانيم الأب والابن وروح القدس .
ومنهم وهم المجوس الجاعلون وجوب الوجود لضدين خير وشر ويعبرون عنهما بيزدان وأهرمن [1] وتارة بالنور والظلمة وهؤلاء أقرب الكفرة إلى المعقول .
وأما أهل الجاهلية الثانية فمنهم من ذهب إلى أنه جسم مستو على العرش .
ومنهم من ذهب على أنه محل الحوادث والإرادات الغير المتناهية .
ومنهم من قال إنه لم يزل ولا سنح فيه إرادة ثم ابتدأ وأراد ومن هؤلاء من

[1] : في تنزيهه تعالى عن مذاهب الجهال .
[1] : في النسخ المخطوطة ويعبرون عنهما تارة بيزدان وأهرمن وتارة بالنور والظلمة .

142