نام کتاب : الحياة ( فارسي ) نویسنده : علي حكيمي جلد : 2 صفحه : 389
جالسه او قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه . و من سأله حاجة لم يردّه الا بها او بميسور من القول . قد وسع الناس منه بسطه و خلقه ، فكان لهم ابا ، و صاروا عنده في الحق سواء . مجلسه مجلس حلم و حياء و صبر و امانة ، لا ترفع فيه الاصوات ، و لا يوهن فيه الحرم . . يوقّرون فيه الكبير ، و يرحمون فيه الصغير ، و يؤثرون ذا الحاجة ، و يحفظون الغريب . قال : قلت : كيف كانت سيرته مع جلسائه ؟ قال : كان رسول الله « ص » دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظَّ ، و لا غليظ ، و لا صخّاب ، و لا فحّاش ، و لا عيّاب ، و لا مدّاح . . قد ترك نفسه من ثلاث : المراء و الإكثار و ما لا يعنيه . و ترك الناس من ثلاث : كان لا يذمّ احدا و لا يعيّره ، و لا يطلب عورته و لا عثراته ، و لا يتكلَّم الَّا فيما يرجو ثوابه . اذا تكلَّم أطرق جلساؤه ، كأنّما على رؤوسهم الطَّير ؛ و اذا سكت تكلَّموا ، و لا يتنازعون عنده الحديث . من تكلَّم أنصتوا له حتى يفرغ . حديثهم عنده حديث أوليهم . يضحك مما يضحكون منه و يتعجّب مما يتعجّبون منه . و يصبر للغريب على الجفوة في منطقه و مسألته ، حتى أن كان اصحابه ليستجلبونهم . و يقول : « اذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ! » و لا يقبل الثّناء إلَّا من مكافئ ، و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام . قال : قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله « ص » على اربعة : على الحلم ، و الحذر ، و التقدير ، و التفكَّر ، فأمّا تقديره ففي تسوية النّظر و الاستماع بين الناس ، و امّا تفكَّره ففيما يبقى و يفنى . و جمع له الحلم و الصبر فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزّه . و جمع له الحذر في اربعة : اخذه بالحسن ليقتدى به ، و تركه القبيح لينتهى عنه ، و اجتهاده فيما أصلح امّته ، و القيام فيما جمع لهم خير الدنيا و الآخرة [1]
[1] « مكارم الاخلاق » / 14 - 9 ؛ « بحار » 16 / 153 - 149 ( الفاظ از روى هر دو مدرك گرفته شده است ) .
389
نام کتاب : الحياة ( فارسي ) نویسنده : علي حكيمي جلد : 2 صفحه : 389