responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة ( فارسي ) نویسنده : علي حكيمي    جلد : 1  صفحه : 630


11 الامام الصادق « ع » : . . فكَّر يا مفضّل ! في أعضاء البدن أجمع ، و تدبير كلّ منها للأرب ؛ فاليدان للعلاج ، و الرّجلان للسّعي ، و العينان للاهتداء ، و الفم للاغتذاء ، و المعدة للهضم ، و الكبد للتّخليص ، و المنافذ لتنفيذ الفضول ، و الأوعية لحملها ، و الفرج لإقامة النّسل . و كذلك جميع الأعضاء ، إذا تأمّلتها و أعملت فكرك فيها و نظرك وجدت كلّ شيء منها قد قدّر لشيء على صواب و حكمة . .
فتأمّل حكمة التّدبير في تركيب البدن ، و وضع هذه الأعضاء منه مواضعها ، و إعداد هذه الأوعية فيه ، لتحمّل تلك الفضول ، لئلَّا تنتشر في البدن فتسقمه و تنهكه . فتبارك من أحسن التّقدير ، و أحكم التّدبير ، و له الحمد كما هو أهله و مستحقّه .
أنظر الآن يا مفضّل ! الى هذه الحواسّ . . فجعل الحواسّ خمسا تلقى خمسا ، لكي لا يفوتها شيء من المحسوسات ؛ فخلق البصر ليدرك الألوان ، فلو كانت الألوان و لم يكن بصر يدركها لم يكن منفعة فيها . و خلق السّمع ليدرك الاصوات ، فلو كانت الاصوات و لم يكن سمع يدركها لم يكن فيها أرب ؛ و كذلك سائر الحواسّ . . ثمّ هذا يرجع متكافئا ، فلو كان بصر و لم يكن ألوان لما كان للبصر معنى . و لو كان سمع و لم يكن اصوات لم يكن للسّمع موضع . فانظر ! كيف قدّر بعضها يلقى بعضا . فجعل لكلّ حاسّة محسوسا يعمل فيه ، و لكلّ محسوس حاسّة تدركه . و مع هذا فقد جعلت اشياء متوسّطة بين الحواسّ و المحسوسات لا يتمّ الحواسّ إلَّا بها ، كمثل الضّياء و الهواء ، فإنّه لو لم يكن ضياء يظهر اللَّون للبصر ، لم يكن البصر يدرك اللَّون . و لو لم يكن هواء يؤدّي الصّوت الى السّمع ، لم يكن السّمع يدرك الصّوت . فهل يخفى على من صحّ نظره و اعمل فكره ، أنّ مثل هذا الذي وصفت من تهيئة الحواسّ و المحسوسات ، بعضها يلقى بعضا ، و تهيئة

630

نام کتاب : الحياة ( فارسي ) نویسنده : علي حكيمي    جلد : 1  صفحه : 630
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست