و اعلم أنّ في أدمغة الأطفال رطوبة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة و عللا عظيمة ، من ذهاب البصر و غيره . فالبكاء يسيل تلك الرّطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصّحة في أبدانهم و السلامة في أبصارهم .
أ فليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ، و والداه لا يعرفان ذلك ؛ فهما دائبان ليسكتاه ، و يتوخّيان في الأمور مرضاته ، لئلَّا يبكي . و هما لا يعلمان أنّ البكاء أصلح له و أجمل عاقبة . فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال . . و لو عرفوا ذلك لم يقضوا على الشّيء : أنّه لا منفعة فيه ؛ من أجل أنّهم لا يعرفونه و لا يعلمون السّبب فيه .
فإنّ كلّ ما لا يعرفه المنكرون ، يعلمه العارفون . . [1] ( 1 ) امام صادق « ع » : اى مفضّل ! منفعتى را كه در گريستن كودكان است درست بشناس ! در دماغ آنان رطوبتى است كه اگر در آن باقى بماند سبب پيشامدهاى خطرناك و بيماريهاى بزرگ مىشود ، چون از دست دادن بينايى و جز آن . گريه اين رطوبت را از سر كودك بيرون مىآورد و تندرستى و سلامتى چشم او را تأمين مىكند . بدين گونه گريه براى كودك سودمند مىافتد ، ليكن چون پدر و مادر اين را نمىدانند ، پيوسته به خواسته هاى او عمل مىكنند تا گريه نكند . و توجه ندارند كه گريه براى كودك بهتر است و نتيجه هاى خوبترى دارد . به همين گونه ممكن است در بسيارى از چيزها منافعى باشد ، كه آنان كه مىگويند همه چيز به خود واگذاشته يا بيحاصل است از آن بيخبرند . . . و اگر اينان به وجود اين منافع و حكمتها پى مىبردند ، چنين حكمى نمىدادند كه اشيا بىسود و بىحكمت است . و اين گونه حكم كردن از همان است كه از حقيقت اشيا شناختى ندارند و از علتها و حكمتها ناآگاهند ؛ ليكن آنچه را كه منكران نمىدانند ، عارفان مىدانند .

[1] « بحار » 3 / 66 - 65 - از كتاب « توحيد » مفضّل .

629