responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 59


فمن استمرّ على الاستقامة يمكن أن يشاهد المبشّرات من الملائكة ويراهم ، كما أنّه يسمع كلامهم ، إذ الذي يختصّ بالرسول هو ما يرجع إلى خصوص التشريع ، وأمّا ما يرجع إلى التسديد ونحوه فلا .
فكما أنّ قيام اللَّه بالقسط منزّه عن الحالة الخاصّة البدنيّة كذلك سرّ القيام الملحوظ في سرّ الصلاة منزّه عنها ، وإن كان القيام المعتبر في صورة الصلاة وظاهرها هو عبارة عن تلك الحالة البدنيّة فالمصلَّي المناجي ربّه المتمثّل بين يدي معبوده القائم بالقسط لا بدّ له من التمثّل بالقيام ، إذ القلب القائم يظهر أثر قيامه في القالب والجوارح ، كما أنّ خشوع القلب يتجلَّى فيها ، أي : في الجوارح ، لما روي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام : أنّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - أبصر رجلا يعبث بلحيته في صلاته ، فقال : « إنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه » [1] ، ولا ينافيه ما ورد عن رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - أنّه كان يمسّ لحيته أحيانا في الصلاة ، فقيل له يا رسول اللَّه ، نراك تمسّ لحيتك في الصلاة ؟ فقال صلَّى اللَّه عليه وآله :
« إذا كثرت همومي » [2] ، لأنّ المسّ هو غير العبث فلا ينافي الخشوع القلبيّ أوّلا ، وأنّه نحو ابتهال وتضرّع لدى اللَّه عند ازدحام الهموم ثانيا ، وكان اهتمامه - صلَّى اللَّه عليه وآله - واحدا ، وهو خروج القرآن عن الهجران ، حيث اتّخذه قومه مهجورا ، وإيمان قومه ؛ لأنّهم كفروا باللَّه ورسوله ، وكان - صلَّى اللَّه عليه وآله - باخعا نفسه على آثارهم ، لأنّهم لم يأمنوا بما جاء به أسفا عليهم ، ولم تكن همومه للدنيا الَّتي طلَّقها وصيّه ثلاث تطليقات ، فضلا عنه - صلَّى اللَّه عليه وآله - نفسه . هذا بعض ما يرجع إلى سرّ القيام في الصلاة .
وأمّا الركوع وكذا السجود : فتأويله هو : أنّ المصلَّي المناجي ربّه وإن أقام صلبه وقام لامتثال أمره تعالى واستقام واعتدل ولكنّ ذلك كلَّه بالقياس إلى ما يعدّ عدوا



[1] جامع أحاديث الشيعة : ج 5 ص 47 ، عن الجعفريّات : ص 36 .
[2] المصدر السابق : ص 48 .

59

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست