responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 94


فساد الحال بينهما ، وان سكت عنه ادّى ذلك الى الاختلال بالواجب ، كما انّ راكب الصعبة ان اشنق لها ووالى جذب الزمام في وجهها خرم انفها ، وان أسلس لها في قيادها تقحّمت به في المهالك ، وركبت به العسف . وقيل : الضمير في صاحبها يعود الى الخلافة ، وصاحبها هو من تولَّى أمرها ، ووجه شبهه براكب الصعبة انّ الخليفة يحتاج الى مداراة الخلق وجذبهم عن طرفى الافراط والتفريط الى حاقّ الوسط فلا يشدّد عليهم في طلب الحق التشديد الموجب لعجزهم وقصورهم وفساد الامر بينه وبينهم ، كمن اشنق الصعبة ولا يهملهم فيتّعدوا الواجب ويهلك بهلاكهم كمن اسلس لها . وقيل : اراد بصاحبها نفسه لانّه ايضا بين خطرين ، امّا ان يبقى ساكتا عن طلب الأمر فيتقحّم بذلك فى موارد الذلّ كما يتقّحم مسلس قياد الصعبة . وامّا ان يتشدّد في طلبه فيشق بذلك عصا الاسلام فيكون كمن اشنق لها فخرم انفها .
وقوله : فمنى الناس اى : ابتلوا ، واستعار لفظ الخبط والشماس وهو : نفار الدابة والتلوّن ، والاعتراض وهو المشى في عرض الطريق لما كان يقع من تغيّر اخلاق الرجل واختلاف حركاته ، كالفرس الذى لم يرض ، وقيل : اراد ما ابتلى به الناس من تفرّق الكلمة واضطراب الامر لذلك بعد رسول اللَّه عليه السلام . والمدّة : مدّة البلاء وشدّة المحنة لفوات حقّه .
وقوله : حتّى مضى ، اى : الثاني ، والجماعة الذين جعلها فيهم هم اهل الشورى .
والشورى : مصدر كالنجوى ، وخلاصة خبرهم : انّه لما طعن عمر دخلت عليه وجوه الصحابة وسألوه ان يستخلف رجلا برضاه ، فقال : لا احبّ ان اتحمّلها حيّا وميتا ، فقالوا : الَّا تشير علينا فقال : ان احببتم فقالوا : نعم ، فقال : الصالحون لهذا الامر سبعة وهم : سعيد بن زيد ، وانا مخرجه منهم لانّه من أهل بيتى ، وسعد بن ابى وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، وزبير ، وعثمان ، وعلَّى . فامّا سعد فيمنعنى منه عنفه ، ومن عبد الرحمن انّه قارون هذه الامّة ، ومن طلحة فتكبّره ، ومن الزّبير فشحّه ، ومن عثمان حبّه لقومه ، ومن علىّ حرصه على هذا الأمر ، وأمر أن يصلَّى صهيب بالناس ثلاثة ايّام ، ويخلوا الستة في بيت ثلاثة ايّام فان اتّفقت خمسة على رجل وابى واحد قتل ، وان اتّفقت ثلاثة وأبت ثلاثة فليكن الناس مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن .

94

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست