نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 93
عامرا ويهجو علقمة اوّلها : < شعر > شاقتك من قتلة اطلالها بالشط والوتر الى حاجر < / شعر > وحيّان ، وجابر ، ابنا السمين بن عمر من بنى حنيفة . وكان حيّان صاحب الحصن باليمامة سيّدا مطاعا يصله كسرى في كلّ سنة ، وكان في نعمة ورفاهية ، وكان الأعشى ينادمه ، واراد ما ابعد ما بين يومى على كور المطيّة أدأب ، وانصب في الهواجر ، وبين يومى منادما حيّان اخا جابر وادعا في نعمة وخفض . وروى انّ حيّان ، عاتب الاعشى في تعريفه بأخيه فاعتذر انّ القافية جرّته الى ذلك فلم يقبل عذره . واليوم الاوّل ، رفع بانّه فاعل اسم الفعل ، والثاني عطف عليه ، وعرض البيت تمثيل حاله بحاله القائل ، والفرق بين ايّامه مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ، وحاله معه في العزّة وقرب المنزلة والحصول على العلوم ومكارم الاخلاق ، وايّامه فى القوم وحاله من المتاعب والمشّاق ومقاساة المحن . وقيل : اراد الفرق بينه وبين القوم فى ظفرهم وفوزهم به ، وفوات مطلوبه هو وحصوله على الحرمان والمشقّة . وقوله : فيا عجبا الى بعد وفاته ، الضمير راجع الى ابى بكر واستقالته هو قوله : ( اقيلونى فلست بخيركم ) [1] ووجه التعجّب هو استقالته منها في الحياة لثقلها مع تحمّله لها فى الممات ايضا بعقدها لغيره . واللَّام في « لشدّ » للتأكيد واستعار لها لفظ الضرع لشبهها بالناقة وانّما وصف تشطَّره ، وهو اخذ كل منهما شطرا ، لاشتراكهما في امر الخلافة ، واخذهما لها فكأنّهما اقتسماها اقتسام الحالبين اخلاف الناقة . والحوزة : الناحية : وكنّى بها بوصف خشنها عن طباع عمر ، فانّها كانت توصف بالجفاوة وبغلظ كلمها : عن غلظته فى المواجهة بالقول وغيره . والكلم : الجرح ، وبخشونة مسّها : عن عدم لينه لمن يلتمس منه امرا ، وبكثرة العثار والاعتذار منها : عما كان يتسرّع اليه من الاحكام ثم يعاود النظر فيها فيجدها غير صائبة فيحتاج الى العذر منها كقصّة المجهضة وغيرها . والضمير في « منها » يعود الى الحوزة ، وقوله : فصاحبها اى : انّ المصاحب لتلك الطبيعة الغليظة الخشنة كراكب الناقة التي لم ترض . وقوله : ان اشنق ، الى قوله : تقحم ، هو : وجه الشبه ، والمعنى : انّ مصاحبه ان اكثر انكاره ما يتسرّع اليه ادّى الى مشاقته ، و
[1] هذا القول متواتر عن ابى بكر . الغدير 7 - 128 بطرق صحيحة ثابتة .
93
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 93