نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 70
العرش في استقرارهم وثباتهم عن التزايل من تحته أبدا الى ما شاء اللَّه ، ولفظ الأكتاف مجاز في القوى والقدر التي حملت الملائكة جرم العرش ، وشبهها بقوائم العرش المعهود ، ووجه الشبه إستقلالها بحمله كالقوائم ، والضّميران في أبصارهم وأجنحتهم راجعان الى العرش ، وفي الخبر عن وهب بن منبّه [1] قال : انّ لكلّ ملك من حملة العرش ومن حوله أربعة اجنحة امّا جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر الى العرش فيصعق ، وامّا جناحان فيهفو بهما ليس لهم كلام الَّا التسبيح والتحميد . وكنّى عليه السلام ، بنكَّس أبصارهم : عن كمال خشيتهم للَّه تعالى واعترافهم بقصور أبصار عقولهم عن ادراك ما وراء كمالاتهم المقدّرة لهم وضعفها عمّا لا يحتمله من أنوار اللَّه وعظمته تعالى ، وانّ شعاع أبصار ادراكهم منته واقف دون حجب عزّته . ويحتمل أن يريد بلفظ الأجنحة قواهم وكمالاتهم التي يطيرون بها في بيداء جلال اللَّه استعارة ، وزيادة الاجنحة : كناية عن تفاوت مراتبهم في الكمال ، ولمّا كان الطائر عند قبض جناحه كالمتلَّفع اى : الملتحف به ، احتمل ان يكون وصف التلفّع لهم استعارة لقصور قواهم ، وقدرتهم المشبّهة للأجنحة وقبضها عن التعلَّق بمعلومات اللَّه ومقدوراته . وقوله : مضروبة . . . الى قوله : القدرة ، اشارة الى قصور القوى البشرية عن إدراكهم عن الجسّمية والجهة وقربهم من عزّة مبدعهم الاوّل . وقوله : ولا يتوهّمون ربّهم بالتصوير : تنزيه لهم عن الادراكات الوهميّة والخيالية لمبدعهم عزّ سلطانه ، اذ الوهم انّما يتعلَّق بالمحسوسات ذوات المقادير والأحياز المنزّه قدسه تعالى عنها ، وهم مبرّؤن عن الأوهام والخيالات البشرية ، ولذلك قوله : ولا يجرون عليه صفات المصنوعين الى آخره . لانّ كل ذلك بقياس وهمىّ ومحاكاة خيالية له بمصنوعاته المحتاجة الى الامكنة ولها نظائر واشباه ، وهم مبرّؤن عن الوهم والخيال ، وباللَّه التوفيق . الفصل الثالث منها في كيفية خلق آدم عليه [2] السلام وفي هذا الفصل فصلان الفصل الاوّل قوله فى خلق آدم عليه السلام :
[1] ابو عبد اللَّه وهب بن منبه بن كامل بن سيح بن ذى كناز اليمانى مات 116 هج ضربه يوسف بن عمر بن محمد الثقفى الاموي حتى مات . تهذيب التهذيب 11 - 168 [2] في نسخة ش - الصلاة .
70
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 70