responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 69


عدم غشيان النوم والسهو والغفلة والنسيان وفترة الأبدان لهم ، فانّ ذلك من لواحق الأجسام الحيوانية ، والملائكة منزّهون [1] عنها فلزم سلبها عنهم .
وامّا الامناء على وحيه ، فيشبه أن يكونوا داخلين في الأقسام السابقة ، وانّما ذكر - هم ثانيا باعتبار وصف الأمانة واداء الرسالة ، والقضاء هنا الأمر المقضىّ ، يقال : هذا قضاء اللَّه اى : مقضيه ، وامّا الحفظة فمنهم حفظة العباد كما قال تعالى : * ( ( ويُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ) ) * [2] .
قال ابن عباس : انّ مع كل إنسان ملكين ، أحدهما على يمينه ، والآخر على يساره ، فاذا تكلَّم الإنسان بحسنة كتبها من على يمينه ، واذا تكلَّم بسيّئة قال من على اليمين لمن على اليسار : انتظر لعلَّه يتوب منها ، فان لم يتب كتبت عليه .
وامّا السّدنة فهم خزّان الجنة ، وقوله : ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، الى قوله : اكتفاهم . فاعلم انّ الأوصاف هذه وردت في صفة الملائكة الحاملين للعرش في كثير من الأخبار ، فيشبه ان يكونوا هم المقصودون بها هاهنا ، روى عن ميسرة [3] انّه قال : أرجلهم فى الأرض السفلى ، ورؤسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم ، وهم أشدّ خوفا من أهل السّماء السابعة ، واهل السماء السابعة أشدّ خوفا من أهل السماء السادسة ، وهكذا إلى سماء الدّنيا .
وعن ابن عباس قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه وآله وسلم : لما خلق اللَّه تعالى حملة العرش ، قال لهم : احملوا عرشي فلم يطيقوا ، فقال لهم : قولوا : لا حول ولا قوّة الَّا باللَّه ، فلما قالوا ذلك استقلّ فنفذت أقدامهم في الأرض السابعة على متن الثرى فلم تستقّر فكتب في قدم كلّ ملك منهم اسما من أسمائه فاستقرّت أقدامهم .
وقوله : المناسبة لقوائم العرش اكتافهم ، يريد انّهم مشبّهون ومناسبون لقوائم



[1] في نسخة ش : متنزهون
[2] سورة الانعام - 61 . وفي نسخة : له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر اللَّه . ومنهم حفظة على العباد كما قال تعالى . .
[3] ابو جميلة ميسرة بن يعقوب الطهوى الكوفي . . . صاحب راية على بن أبي طالب عليه السلام .

69

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست