responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 65


ذلك كجمعه في الامزجة بين العناصر الأربعة على اختلافها وتضادّها ، وبين الأرواح اللَّطيفة والنّفوس المجرّدة ، وبين هذه الأبدان المظلمة الكثيفة على وفق حكمته وكمال قدرته .
وقوله : وغرز غرائزها ، اى : اثبتها فيها وركزها ، وغريزة كل شيء طبيعته وخلقه وما جبل عليه من خاصة او لازم كالتعجّب والضّحك للانسان ، والشّجاعة للأسد ، والجبن للأرنب ، والمكر للثعلب .
وقوله : وألزمها اشباحها ، اى : اشخاصها اذ كانت كل طبيعة كلية انّما توجد في شخص ، وروى اسناخها ، والسنخ الأصل اى : جعلها لازمة لأصلها وهى طبائع الموجودات وماهيّاتها ، والضمير في قوله : والزمها ، عائد الى الغرائز ويجوز ان يعود الى الاشياء ، ويكون المعنى انّه تعالى لما غرّز غرائز الاشياء ألزمها بعد كونها كلَّية اشخاصها .
وقوله : عالما الى قوله : احنائها : فاحاطته بذلك علمه بما ينحلّ اليه ماهيّاتها من اجزائها وينتهى به منها ، وهى حدودها ، أو بما ينتهى به وبحدّها من الأفعال والنّهايات [1] وقرائنها ما يقرن منها ويلائمها كالنفس للبدن ، وبعض الطبائع لبعض الاشياء دون بعض ، واحناؤها ونواحيها وجوانبهما ، وبيان ذلك تبيان : انّه تعالى عالم بكلّ معلوم من الكلَّيات والجزئيات وقد بيّن ذلك في العلم الالهي .
وقوله : ثمّ انشأ ، الى قوله : سبع سماوات : كالتفصيل لخلق العالم وابتدائه ، والأجواء : جمع جوّ وهو الفضاء الواسع ، والأرجاء جمع رجاء مقصور ، وهو : الناحية ، والسكائك : جمع سكاكة كذؤابة وذوائب وهو : الفضاء ما بين السماء والأرض والهواء : المكان الخالي .
واعلم انّ خلاصة ما يفهم من هذا الفصل انّه قد كان قبل وجود العالم فضاء واسع ، هو الخلأ في عرف المتكلَّمين فأنشأ اللَّه تعالى فيه احياز اجسام العالم ، وفتقها اى : شقّها واعدّها لخلق الأجسام وتكوينها فيها ، ثم خلق ماء متلاطما تيّاره اى : متردّدا معظمه ، ومتراكما زخّاره اى : ممتل بعضه فوق بعض ، فأجازه فيها اى : اجراه ، وروى احاره اى :



[1] في نسخة ش كذا : او بهما ينتهى به منها وهي حدودها او بهما وافق به ولائمها من الافعال .

65

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست