responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 64


لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النّسيان . ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره ، ومنهم الحفظة لعباده ، والسّدنة لأبواب جنانه ومنهم الثّابتة في الأرضين السّفلى أقدامهم ، والمارقة من السّماء العليا أعناقهم . والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم . ناكسة دونه أبصارهم متلفّعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزّة ، وأستار القدرة . لا يتوهّمون ربّهم بالتّصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا - يحدّونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنّظائر .
أقول : انشاؤه الخلق وابتداؤه ايّاه ايجاده له على غير مثال سبق من غيره .
وقوله : بلا رويّة أجالها ، الى قوله : اضطرب فيها . تنزيه لعلمه تعالى وافعاله عن كيفيّات علوم الناس وشرائط افعالهم ، والرويّة الفكر ، واجالتها تقلَّبها في طلب أصلح الاراء والوجوه فيما يقصد من المطالب ، والتجربة مشاهدات من الانسان تتكرر فيستفيد عقله منها علما كليا ، والهمامة الاهتمام بالأمر ، وبرهان امتناع هذه الكيفيات على علومه تعالى وافعاله ، امّا الرويّة والتجربة فلكونها من خوّاص الانسان وبواسطة آلات جسمانية ممتنع عليه تعالى ، وكذلك الحركة من عوارض الجسمية .
وامّا الهمّة فلكونها عبارة عن الميل النفساني الحازم الى فعل الشيء مع التألَّم والغمّ بسبب تصوّر فقده ، وذلك في حق اللَّه تعالى محال [1] .
وقوله : أجال الاشياء لأوقاتها ، اى : ادار كل ذي وقت الى وقته ، وربطه به دون ما قبله وما بعده من الاوقات ، وكتبه في لوحه المحفوظ وعلمه المبين ، واللام في لاوقاتها للتعليل اذ كان كل وقت يستحق بحسب علم اللَّه وحكمته ان يكون فيه ما ليس في غيره ، وروى احال بالحاء ، اى : حوّل كلَّا الى وقته ، وروى اجّل أي : جعلها ذات آجال لا يتقدّم عليها ولا يتأخّر عنها .
وقوله : ولائم بين مختلفاتها : تنبيه على كمال قدرته تعالى ، والملائمة الجمع و



[1] في ش : ممتنع .

64

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست