نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 514
النّاصح وغشّ المستنصح . وإيّاك واتّكالك على المنى فإنّها بضائع النّوكى ، والعقل حفظ التّجارب . وخير ما جرّبت ما وعظك بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة . ليس كلّ طالب يصيب ، ولا كلّ غائب يئوب ، ومن الفساد إضاعة الزّاد ، ومفسدة المعاد ، ولكلّ أمر عاقبة ، سوف يأتيك ما قدّر لك ، التّاجر مخاطر وربّ يسير أنمى من كثير ، ولا خير فى معين مهين ، ولا فى صديق ظنين ، ساهل الدّهر ما ذلّ لك قعوده ، ولا تخاطر بشىء رجاء أكثر منه ، وإيّاك أن تجمح بك مطيّة اللَّجاج احمل نفسك من أخيك - عند صرمه - على الصّلة ، وعند صدوده على اللَّطف والمقاربة ، وعند جموده على البذل ، وعند تباعده على الدّنوّ ، وعند شدّته على اللَّين وعند جرمه على العذر ، حتّى كأنّك له عبد ، وكأنّه ذو نعمة عليك ، وإيّاك أن تضع ذلك فى غير موضعه ، أو أن تفعله بغير أهله ، لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادى صديقك ، وامحض أخاك النّصيحة حسنة كانت أو قبيحة ، وتجرّع الغيظ فانّى لم أرجرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذّ مغبّة ، ولن لمن غالظك ، فإنّه يوشك أن يلين لك ، وجد على عدوّك بالفضل فانّه أحلى الظَّفرين وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ، ومن ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه ، ولا تضيعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك وبينه ، فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه ، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ، ولا ترغبنّ فيمن زهد عنك ، ولا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ، ولا يكوننّ على الاساءة أقوى منك على الإحسان ، ولا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك ، فانّه يسعى فى مضرّته ونفعك ، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه . واعلم ، يا بنىّ ، أنّ الرّزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن أنت لم تأته أتاك . ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى . إنّ لك من دنياك ما أصلحت به مثواك ، وإن جزعت على ما تفلَّت من يديك ، فاجزع على كلّ ما لم يصل إليك . استدلّ على ما لم يكن بما قد كان فإنّ الأمور أشباه ، ولا تكوننّ ممّن لا تنفعه العظة إلَّا إذا بالغت فى إيلامه ، فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب ، والبهائم لا تتّعظ إلَّا بالضّرب . اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصّبر وحسن اليقين ، من ترك القصد جار ، والصّاحب مناسب ،
514
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 514