نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 515
والصّديق من صدق غيبه ، والهوى شريك العناء ، ربّ قريب أبعد من بعيد ، وربّ بعيد أقرب من قريب ، والغريب من لم يكن له حبيب . من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه ، ومن اقتصر على قدره كان أبقى له . وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين اللَّه ، ومن لم يبالك فهو عدوّك ، قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطَّمع هلاكا . ليس كلّ عورة تظهر ، ولا كلّ فرصة تصاب ، وربّما أخطأ البصير قصده ، وأصاب الأعمى رشده . أخّر الشّرّ فإنّك إذا شئت تعجّلته ، وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل . من أمن الزّمان خانه ، ومن أعظمه أهانه ليس كلّ من رمى أصاب ، إذا تغيّر السّلطان تغيّر الزّمان ، سل عن الرّفيق قبل الطَّريق ، وعن الجار قبل الدّار . إيّاك أن تذكر من الكلام ما كان مضحكا ، وإن حكيت ذلك عن غيرك ، وإيّاك ومشاورة النّساء ، فانّ رأيهنّ إلى أفن وعزمهنّ إلى وهن ، واكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك إيّاهنّ ، فانّ شدّة الحجاب أبقى عليهنّ ، وليس خروجهنّ بأشدّ من إدخالك من لا يوثق به عليهنّ ، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ، ولا تملَّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فانّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعد بكرامتها نفسها ، ولا تطمعها فى أن تشفع لغيرها ، وإيّاك والتّغاير فى غير موضع غيرة ، فانّ ذلك يدعو الصّحيحة إلى السّقم ، والبريئة إلى الرّيب ، واجعل لكلّ إنسان من خدمك عملا تأخذه به ، فانّه أحرى أن لا يتواكلوا فى خدمتك ، وأكرم عشيرتك فانّهم جناحك الَّذى به تطير ، وأصلك الَّذى إليه تصير ، ويدك الَّتى بها تصول . استودع اللَّه دينك ودنياك ، وأسأله خير القضاء لك فى العاجلة والآجلة ، والدّنيا والآخرة ، إن شاء اللَّه . اقول : اشار بالأمور التي خلق لها الى غاياته . ومنزل قلعة : لا يصلح للاستيطان ، والدنيا دار بلغة : باعتبار انّ الواجب فى استعمالها قدر الضرورة التي يتبلَّغ بها الى الآخرة ، دون الاستكثار منها اذ كانت طريقا اليها . واستعار لفظ الطريد : باعتبار طلب الموت له كالطريدة من الصيد . والازر : القوة . وبهره : غلبه وأتعبه . والاخلاد الى الشيء : السكون اليه . والتكالب : التواثب . والمساوئ : العيوب . والضراوة : تعوّد الصيد والجرأة عليه . واشار بقوله : فإنما اهلها الى قوله : صغيرها الى اهل الدنيا : باعتبار قواهم الغضبيّة و
515
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 515