responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 512


باعتبار انّه من الأمراض النفسانية المهلكة فى الآخرة كما سبق بيانه . والكدح : الكسب ، والسعى فيه اى : فيما ينبغي منه وهو كسب الفضائل . وخزنة لغيره : كناية عن رذيلة البخل : واستعار لفظ الطريق : لما يستقبله الانسان من احوال الدنيا ويعبر عنها الى الآخرة ، واحوالها مسافر الى اللَّه . واشار بطولها وشدّتها الى عسر النجاة والسلامة من خطرها ، اذ كان ذلك انّما يكون بلزوم القصد فيها والثبات على صراط اللَّه المستقيم ، فبالحرىّ ان يكون ذا مسافة بعيدة ومشقّة شديدة ، وانّه لاغناء فيه عن حسن الارتياد ، اى طلب ما يقوم مقام الكلأ والماء من الكمالات العقلية الموصلة الى الغاية الحقيقية .
والزاد : هو التقوى . وخفة الظهر اى : من الرذائل والآثام . والوبال : الهلاك . واشار بتجميل الفقراء الزاد الى ما يحصل له من ثواب الصدقة عليهم ، والمواساة لهم وكذلك ثواب القرض . واستعار لفظ العقبة الكؤود اى : شاقة المصعد للطريق الى الآخرة ، باعتبار ما فيها من الصعود والارتقاء فى درجات الكمال بالفضائل ، عن مهابط الرذائل ، ووصفها بالمشّقة باعتبار ما فيها من العسر وكثرة الموانع . والمخف اى : من ثقل الآثام . والمبطى اى : عن اقتناص الفضائل . وارتده اى : الطلب . واذنه تعالى فى الدعاء وتكفّله بالاجابة فى قوله تعالى : * ( ( وقالَ رَبُّكُمُ ) ) * [1] .
والانابة : الرجوع . ونزع عن الذنب : خرج منه . وافضت : وصلت . والبثّ : النشر والكشف . وذات نفسك : حاجتك . والشآبيب جمع شؤبوب وهى : الدفعة من المطر . ويقنطك : يؤيسك . والفصل من الطف التأديب والاستدراج الى طاعة اللَّه ومحبّته وهو واضح ، وباللَّه التوفيق .
واعلم أنّك إنّما خلقت للآخرة لا للدّنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة وأنّك فى منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق إلى الآخرة ، وأنّك طريد الموت الَّذى لا ينجوا منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، ولا بدّ أنّه مدركه فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيّئة قد كنت تحدّث نفسك منها بالتّوبة فيحول بينك وبين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك .



[1] سورة غافر - 60 .

512

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست