نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 511
إسم الكتاب : اختيار مصباح السالكين ( عدد الصفحات : 686)
رحمته ، فلا يقنطنّك إبطاء إجابته ، فإنّ العطيّة على قدر النّيّة ، وربّما أخّرت عنك الاجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربّما سألت الشّىء فلا تؤتاه ، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته . فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، وينفى عنك وباله ، والمال لا يبقى لك ، ولا تبقى له . اقول : تحذو : تقتدى ، وجذبه عن الدنيا الى الآخرة بتمثيلين : فالأول ذكر حال من خبّر الدنيا وزوالها ، وخبّر الآخرة وبقاؤها ، ومثلهم بحال قوم سفر اى : مسافرين ، فارقوا منزلا جديبا الى منزل خصيب ، ووجه التمثيل ان النفوس البشريّة لما كانت الحكمة فى هبوطها الى هذا العالم ، ومقارنتها لهذه الهياكل المظلمة فى دار الغربة ومحل الوحشة من عالمها ، هو ان تحصل بواسطتها الكمالات العقليّة ثم ترجع بعد الكمال طاهرة عن علايقها وهيئاتها الرذيلة كانت كلّ نفس لزمت الصراط المستقيم ، وحفظت العهد المأخوذ عليها فى المدة المضروبة لها ناظرة بعين الاعتبار انّ الدنيا كالمنزل المجدب لخلوّه عن المطاعم الحقيقية ، فهو لذلك غير صالح للاستيطان ، وانّ الآخرة كالمنزل المخصب : المربع للفناء ذى الكلاء والماء ، من وصل اليه مستقيما على طريق الحق فاز بالمقاصد السنيّة واللذات الباقيّة فكانت فى الدنيا فى طريق السفر ، وقطع منازل سبيل اللَّه والاستعداد للوصول الى بهجة حضرته الشريفة ، محتملة وعثاء السفر اى : مشقّته . وجشوبة المطعم اى : غلظه قصدا الى سعة الدار لا تجد لذلك الما ، ولا احب اليها منه لكونه وسيلة الى مطلوبها الأعظم . وأما التمثيل الثاني ، فذكر حال اهل الدنيا الذين قادتهم نفوسهم الامّارة بالسوء اليها فغفلوا عما ورائها ونسوا عهد ربّهم ، ومثلهم بحال قوم كانوا فى منزل خصيب فنبا بهم الى منزل جديب ، والمنزل الخصيب هنا الدنيا لانها محلّ سعادة اهلها ولذّاتهم ، والمنزل الجديب هو الآخرة اذ لم يكونوا قد استعدّوا لدرك السعادة فيها ، ووجه التمثيل هو فى ذلك من الشّر العظيم ، والحكم اللازم له هو ما ذكره من انّه ليس شيء اكره اليهم ، الى قوله اليه : ومضادة الاعجاب للصواب مضادة الرذيلة للفضيلة . وكونه آفة الألباب
511
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 511