نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 430
وإن شئت قلت فى الجرادة إذ خلق لها عينين حمراوين ، وأسرج لها حدقتين قمر - اوين ، وجعل لها السّمع الخفىّ ، وفتح لها الفم السّوىّ ، وجعل لها الحسّ القوىّ ، ونابين بهما تقرض ومنجلين بهما تقبض ، يرهبها الزّرّاع فى زرعهم ، ولا يستطيعون ذبّها ، ولو أجلبوا بجمعهم ، حتّى ترد الحرث فى نزواتها ، وتقضى منه شهواتها وخلقها كلَّه لا يكون إصبعا مستدقّة . فتبارك اللَّه الَّذى يسجد له من فى السّموات والأرض طوعا وكرها ، ويعفّر له خدّا ووجها ، ويلقى إليه بالطَّاعة سلما وضعفا ، ويعطى له القياد رهبة وخوفا . فالطَّير مسخّرة لأمره ، أحصى عدد الرّيش منها والنّفس ، وأرسى قوائمها على النّدى واليبس ، وقدّر أقواتها ، وأحصى أجناسها : فهذا غراب ، وهذا عقاب ، وهذا حمام ، وهذا نعام ، دعا كلّ طائر باسمه ، وكفل له برزقه ، وأنشأ السّحاب الثّقال فأهطل ديمها ، وعدّد قسمها فبلّ الأرض بعد جفوفها ، وأخرج نبتها بعد جدوبها . اقول : علة القلوب مرض الجهل . ومدخولة : معيوبة . وعيبها كونها لا يدرك العبر ولا ينتفع بها . والبشر : الجلد . ونقل الجاحظ من عجائب النملة انّها : يدّخر فى الصيف للشتاء فيقدّم فى حال المهلة ولا تضيع اوقات الفرصة ، ويبلغ من صحة تميّزها والنظر فى عاقبة امرها أن تخاف على الحبوب التي ادّخرتها للشتاء ان تعفّن وتسوسّ فى بطن الارض فتخرجها الى ظهرها لتنشرها ، وتعيد اليها جفافها ويضربها النسيم فينفى عنها العفن والفساد ، وربّما تختار فى الاكثر ان يكون ذلك العمل ليلا ليكون اخفى وفى القمر لانّها فيه أبصر ، فان كان مكانها نديّا وخافت ان تنبت الحبة نقرت موضع القطمير من وسطها لعلمها انّها من ذلك الموضع تنبت وربّما فقلت الحبة بنصفين . فأمّا ان كان الحب من الكزبرة فأنّها تفلقه ارباعا لان انصاف حب الكزبرة ينبت من بين جمع الحب . قال : ونقل الىّ من اثق به انّه احتفر بيت النمل ، فوجد الحبوب التي جمعتها كلّ نوع وحده . قال : ووجدنا فى بعضها انّ بعض الحبوب فوق بعض وبينها فواصل حائلة من التبن ونحوه [1] . والجامس : الجامد ، والسراسيف : اطراف الاضلاع المحتوية على البطن ، ودعائمها ما يقوم فى بدنها مقام العظام والاعصاب ونحوها . وقوله :