responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 431

إسم الكتاب : اختيار مصباح السالكين ( عدد الصفحات : 686)


لدقيق تفصيل كل شى الى قوله حتى : اشارة الى اوسط الحجّة على ما ادّعاه من اشراك النملة على صغرها ، والنخلة فى طولها وعظمها فى الاستناد الى صانع واحد حكيم ، وتقرير الحجّة انّ فى النملة والنخلة تفصيلا لطيفا دقيقا ، واختلاف شكل وهيئة ومقدار ووجوها من الحكمة وكل ما اشتمل على ذلك فله صانع مدبّر حكيم خصّصه بها دون غيره ، فينتج انّهما يشتركان فى الحاجة الى صانع مدبّر حكيم خص كلا منهما بما يشتمل عليه ، وهذه الحجة هى المسمّاة فى عرف المتكلَّمين بالاستدلال بامكان الصفات . وقوله : وما الجليل الى قوله سواء : اشارة الى انّ كل المخلوقات وان اختلفت صفاتها ومقاديرها لا تفاوت فيها بالنظر الى قدرته ، وكمالها بين ان يفيض عنها صورة الحقير منها كالنملة ، او العظيم منها كالنخلة بل التفاوت من جانب القابل . وقوله : وكذلك السماء الى آخره اى : انّ الجميع متشابه فى الحاجة الى الصانع الحكيم ، وهو المخصص لكلّ بكماله اللائق به اذ ليس ذلك للجسميّة ولا للوازمها لتشابهها فى الجميع ، ولا لعوارضها لانّ الكلام فى الاختصاص بذلك العارض كالكلام فى الاختصاص بالصّفة ويلزم التسلسل ، فبقى ان يكون لامر خارج عنها وهو المدبّر الحكيم . واشار بالجاحدين : الَّذين زعموا الزعم المذكور الى جماعة من العرب انكروا الخالق والبعث ، وقالوا : بالدهر : المفنى كما حكى اللَّه تعالى عنهم : * ( ( وقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ ونَحْيا وما يُهْلِكُنا ) ) * [1] وقياس انفسهم على النبات من باب التمثيل والاصل فيه النبات . والفرع انفسهم ، والحكم هو ما توهّموه من كونهم بلا صانع ، والجامع هو ما يشتركون فيه مع النبات من الموت والحياة او نحوه وجوابهم منع الحكم المذكور ، والتّنبيه على ما هو معلوم بالضرورة من انّ كل صنعة فلها صانع ، وكل جناية فلها جان . قوله : وان شئت قلت فى الجرادة ، الى قوله : مستدقّة : تنبيه آخر على وجود الصانع الحكيم فى وجود الجرادة ، وحدقه قمراء اى : مضيئة . والسوىّ : المعتدل . واراد بحسّها قوّتها الوهميّة . واجلبوا : اجمعوا . والنزوات : الوثبات . وتعفير الخد : تمريغه فى العفر وهو التراب . وارسى قوائمها : اثبتها وارساها فى الندى كطير الماء . واراد بالجنس : اللغوىّ وهو يصدق على النوع والصنف فى المصطلح العلمىّ . واستعار وصف الدعاء هنا : لحكم



[1] سورة الجاثية - 24 .

431

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست