responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 429


فحكمت له العقول السليمة على المدّعية لما ليست أهلا له . او انّه جعل تلك المدّعية هى الحاكمة على نفسها بعد اجتهادها فى طلبه ، واعترافها بالعجز عن ادراكه ، ووجوب الحجج ، اى : الحجج الواجبة على الخلق . والفلج : الفوز . والنار : الاعلام . والأمراس جمع مرس بفتح الراء وهى الحبل . وباللَّه التوفيق .
منها : فى صفة عجيب خلق أصناف من الحيوانات : ولو فكَّروا فى عظيم القدرة ، وجسيم النّعمة ، لرجعوا إلى الطَّريق ، وخافوا عذاب الحريق ، ولكنّ القلوب عليلة ، والأبصار مدخولة ألا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه ، وأتقن تركيبه ، وفلق له السّمع والبصر ، وسوّى له العظم والبشر أنظروا إلى النّملة فى صغر جثّتها ، ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبّت على أرضها ، وصبّت على رزقها تنقل الحبّة إلى جحرها ، وتعدّها فى مستقرّها ، تجمع فى حرّها لبردها ، وفى وردها لصدرها ، مكفولة برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا يغفلها المنّان ، ولا يحرمها الدّيّان ، ولو فى الصّفا اليابس ، والحجر الجامس ، ولو فكَّرت فى مجارى أكلها ، فى علوها وسفلها ، وما فى الجوف من شراسيف بطنها ، وما فى الرّأس من عينها وأذنها ، لقضيت من خلقها عجبا ، ولقيت من وصفها تعبا ، فتعالى الَّذى أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها لم يشركه فى فطرتها فاطر ، ولم يعنه فى خلقها قادر . ولو ضربت فى مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ما دلَّتك الدّلالة إلَّا على أنّ فاطر النّملة هو فاطر النّخلة ، لدقيق تفصيل كلّ شيء ، وغامض اختلاف كلّ حىّ وما الجليل واللَّطيف ، والثّقيل والخفيف ، والقوىّ والضّعيف ، فى خلقه إلَّا سواء وكذلك السّماء والهواء ، والرّياح والماء فانظر إلى الشّمس والقمر ، والنّبات والشّجر ، والماء والحجر ، واختلاف هذا اللَّيل والنّهار ، وتفجّر هذه البحار ، وكثرة هذه الجبال ، وطول هذه القلال ، وتفرّق هذه اللَّغات ، والألسن المختلفات ، فالويل لمن أنكر المقدّر ، وجحد المدبّر . زعموا أنّهم كالنّبات مالهم زارع ، ولا لاختلاف صورهم صانع ولم يلجئوا إلى حجّة فيما ادّعوا ، ولا تحقيق لما أوعوا ، وهل يكون بناء من غير بان ، أو جناية من غير جان

429

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست