نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 110
إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)
بل ينبغي أن يكون المتعلم من جنس ما روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي رضى الله عنهما : أنه قال له شقيق : منذ كم صحبتني ؟ قال حاتم : منذ ثلاث وثلاثين سنة . قال : فما تعلمت مني في هذه المدة ؟ قال : ثماني مسائل . قال شقيق له : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل ! قال يا أستاذ لم أتعلم غيرها ، وإنى لا أحب أن أكذب . فقال : هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها قال حاتم : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر فإذا وصل إلى القبر فارقه ، فجعلت الحسنات محبوبي ، فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي ، فقال أحسنت يا حاتم ، فما الثانية ؟ فقال : نظرت في قول الله عز وجل : * ( وأَمَّا من خافَ مَقامَ رَبِّه ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ) * فعلمت أن قوله سبحانه هو الحق ، فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى الثالثة : أنى نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ، ثم نظرت إلى قول الله عز وجل : * ( ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عِنْدَ الله باقٍ ) * فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظا الرابعة : أنى نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب ، فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ، ثم نظرت إلى قول الله تعالى : * ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقاكُمْ ) * فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما الخامسة : أنى نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا ، وأصل هذا كله الحسد ، ثم نظرت إلى قوله الله عز وجل : * ( نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ في الْحَياةِ الدُّنْيا ) *
110
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 110