responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 140

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


وإذ غلب هذا على أكثر الناس إلا من عصمه الله تعالى ، وانقطع الطمع من إصلاحهم ، فالاسلم لذي الدين المحتاط العزلة والانفراد عنهم ، كما سيأتي في كتاب العزلة بيانه ، إن شاء الله تعالى .
ولذلك كتب يوسف بن أسباط إلى حذيفة المرعشي : ما ظنك بمن بقي لا يجد أحدا لا يذكر الله تعالى معه إلا كان آثما أو كانت مذاكرته معصية ، وذلك أنه لا يجد أهله ؟ ولقد صدق ، فان مخالطة الناس لا تنفك عن غيبة أو سماع غيبة ، أو سكوت على منكر . وإن أحسن أحواله أن يفيد علما أو يستفيده . ولو تأمل هذا المسكين وعلم أن إفادته لا تخلو عن شوائب الرياء وطلب الجمع والرئاسة ، علم أن المستفيد إنما يريد أن يجعل ذلك آلة إلى طلب الدنيا ، ووسيلة إلى الشر ، فيكون هو معينا له على ذلك ، وردءا وظهيرا ومهيئا لأسبابه ، كالذي يبيع السيف من قطاع الطريق . فالعلم كالسيف ، وصلاحه للخير كصلاح السيف للغزو ، ولذلك لا يرخص له في البيع ممن يعلم بقرائن أحواله أنه يريد به الاستعانة على قطع الطريق فهذه اثنتا عشرة علامة من علامات علماء الآخرة تجمع كل واحدة منها جملة من أخلاق علماء السلف . فكن أحد رجلين : إما متصفا بهذه الصفات ، أو معترفا بالتقصير مع الإقرار به .
وإياك أن تكون الثالث فتلبس على نفسك بأن بدلت آلة الدنيا بالدين ، وتشبه سيرة البطالين بسيرة العلماء الراسخين ، وتلتحق بجهلك وإنكارك بزمرة الهالكين الآيسين . نعوذ با لله من خدع الشيطان ، فيها هلك الجمهور . فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن لا تغره الحياة الدنيا ، ولا يغره با لله الغرور !
الباب السّابع في العقل وشرفه وحقيقته وأقسامه بيان شرف العقل اعلم أن هذا مما لا يحتاج إلى تكلف في إظهاره ، لا سيما وقد ظهر شرف العلم من قبل العقل . والعقل منبع العلم ومطلعه وأساسه ، والعلم يجرى منه مجرى الثمرة من الشجرة ، والنور من الشمس ، والرؤية من العين ، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة ؟

140

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست