نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني جلد : 1 صفحه : 353
فيفرغ على اليسرى . وقال ابن القاسم في رواية عيسى : أحب إلي أن يفرغ عليهما فيغسلهما كما جاء في الحديث . انتهى من بات ترتيب الوضوء وموالاته . حكاية وموعظة : ذكر أن بعض المبتدعين سمع قوله ( ص ) : إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في وضوئه فإنه لا يدري أين باتت يده قال كالمستهزئ : أنا أدري أين باتت يدي كانت على الفراش فأصبح وقد أدخل يده في دبره إلى ذراعه . ذكر ذلك ابن المفضل في شرح مسلم . ص : ( ومضمضة واستنشاق ) ش : يعني أن السنة الثانية من سنن الوضوء المضمضة ، والسنة الثالثة من سننه الاستنشاق . فأما المضمضة فهي بضادين معجمتين ، وأصلها في اللغة التحريك والتردد ومنه قولهم : مضمض النعاس في عينيه ومضمض الماء في الاناء أي حركة . وظاهر كلامه في الطراز أنه يقال فيها مصمصة بالصاد المهملة فإنه قال : المصمصة معجمة وغير معجمة بمعنى واحد وهو جعلك الماء في الاناء ثم تحركه انتهى . ولعله يريد في اللغة قال في الصحاح : والمصمصة يعني بالمهملة مثل المضمضة إلا أنها بطرف اللسان ، والمضمضة بالفم كله انتهى . وأما في الشرع فقال ابن عرفة عن القاضي : هي إدخال الماء فاه فيخضخضه يمجه ثلاثا انتهى . ولفظه في التلقين صفتها أن يدخل الماء إلى فيه يخضخضه ثم يمجه انتهى . وقال في الطراز : هي في الوضوء أن يخضخض الماء بفيه ثم يمجه . وهكذا قال غير واحد . وظاهر كلامهم أن الخضخضة والمج داخلان في حقيقتها . وقال الفاكهاني في شرح الرسالة بعد أن ذكر كلام التلقين : فأدخل المج في ذلك . فعلى هذا إذا ابتلعه لم يكن آتيا بالسنة ، ويمكن أن يكون ذلك لان العادة والغالب لا أنها تتوقف على المج ، ولا بد ، وأما أقلها فبأن يجعل الماء في فيه ولا يشترط إدارته عند الشافعية ، وأما عندنا فالظاهر اشتراطه لتقييدهم ذلك بالخضخضة وهي التحريك انتهى . قلت : وفي الزاهي لابن شعبان : ولا يمج المتوضئ الماء حتى يخضخضه في فيه . وقال الآبي في شرح مسلم : المضمضة تحريك الماء في الفم بالإصبع أو بقوة الفم . زاد بعضهم : ثم يمجه . فأدخل في حقيقة المج قال تقي الدين : فعلى هذا لو ابتلعه لم يكن مؤديا للسنة إلا أن يقال : إنما زاده من حيث إنه العادة لان أداء السنة يتوقف عليه . قال : وإن كان في الفم درهم أداره ليصل الماء إلى محله انتهى . والظاهر أنه أراد بتقي الدين ابن دقيق العيد وكأنه لم يقف على كلام الفاكهاني . وفيما ذكره من إدارة الدرهم نظر ، لأن الماء يصل إلى ما تحته ، وقال
353
نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني جلد : 1 صفحه : 353