نام کتاب : الثمر الداني نویسنده : الآبي الأزهري جلد : 1 صفحه : 293
( والأول أحب إلينا ) للوجوب أي وجوب ترك الغسل . ولما أنهى الكلام على الصلاة التي هي ركن من أركان الاسلام انتقل يتكلم على ركن من أركانه أيضا وهو الصوم فقال : باب في بيان حكم الصيام ( باب في ) بيان حكم ( الصيام ) وما يتعلق به أي بالصيام ، أي يرتبط به كصلاة التراويح وهو لغة الامساك والترك ، فمن أمسك عن شئ ما قيل له صائم . قال تعالى حكاية عن مريم : * ( إني نذرت للرحمن صوما ) * ( مريم : 26 ) أي صمتا وهو الامساك عن الكلام ، وشرعا الامساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية قبل الفجر أو معه في غير أيام الحيض والنفاس وأيام الأعياد . والصوم باعتبار حكمه ينقسم إلى واجب وغيره . ومن الواجب صوم رمضان ، وإليه أشار بقوله : ( وصوم شهر رمضان فريضة ) أخبر بالمؤنث عن المذكر باعتبار كونه عبادة لا باعتبار كونه مصدرا دل على وجوبه الكتاب والسنة والاجماع ، فمن جحد وجوب صوم رمضان فهو كافر إجماعا يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل ، ومن أقر بوجوبه وامتنع من صومه فهو عاص يجبر على فعله ، فإن لم يفعل قتل حدا كالصلاة أي بعد أن يؤخر إلى أن يبقى من وقت نيته قدر ما يسعها . ويثبت صوم رمضان بأحد شيئين : إما بإتمام شعبان ثلاثين يوما ، وإما برؤية الهلال ، وإليه أشار بقوله : ( يصام لرؤية الهلال ) يعني هلال رمضان ظاهر كلامه سواء كانت الرؤية مستفيضة بأن وقعت من جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب ، لان خبرهم يفيد العلم
293
نام کتاب : الثمر الداني نویسنده : الآبي الأزهري جلد : 1 صفحه : 293