نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 62
عز وجل ولا من سنة رسول الله صلى عليه وسلم فإياكم وإياه فإنه بدعة وضلالة . وعلى هذا النحو كل رأى روي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم لا على أنه إلزام ولا أنه حق لكنه إشارة بعفو أو صلح أو تورع فقط لا على سبيل الايجاب [1] وحديث معاذ الذي فيه أجتهد رأيي ولا آلو لا يصح لأنه لم يروه أحد الا الحارث بن عمرو وهو مجهول لا ندري من هو عن رجال من أهل حمص لم يسمهم عن معاذ وقد [2] تقصينا أسانيد هذه الأحاديث كلها في كتابنا المذكور ولله تعالى الحمد * حدثنا أحمد بن قاسم حدثنا أبي قاسم بن محمد حدثنا جدي قاسم بن اصبغ أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم بن حماد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمهم فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور بآرائهم [3] فيحلون الحرام ويحرمون الحلال [4] ( قال علي ) والشريعة كلها إما
[1] يقال : وقع للصحابة الخلاف في ميراث الجد والحكم بالرأي لأنهم لم يجدوا فيه نصا وغير ذلك من الآراء التي حكموا بها اه . أمير [2] حديث معاذ رواه أبو داود والترمذي وقال ( لا نعرفه الا من هذا الوجه وليس اسناده عندي بمتصل ) . انظر شرح أبي داود ج 3 ص 330 وجامع بيان العلم لابن عبد البر النمري ج 2 ص 55 [3] هذا في قوم يخالفون صرائح النصوص بقياساتهم فان قوله فيحلون الحرام ويحرمون الحلال دال على أنهم يفعلون ذلك فيما ثبت النص فيهما على خلاف ما قالوه لأنه كان حلالا وحراما ولا يتصف بذلك الا عن نص وكون الأصل الحل هو عن نص وهو ما ذكره المصنف من قوله تعالى ( خلق لكم في الأرض جميعا ) اه أمير وأقول المصنف حكم في الفصل بوضع هذا الحديث [4] هذا الحديث رواه أيضا ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ج 2 ص 76 : ( حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثني عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان ) الخ وليس فيه ذكر لعبد الله بن المبارك بين نعيم وعيسى وهو الصواب لان الحديث معروف أنه من رواية نعيم عن عيسى . ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد إلى الطبراني في الكبير والبزار . ورجال اسناد الحديث ثقات كلهم الا أنه حديث ضعيف جدا أخطأ فيه نعيم واليك ما قاله أئمة الحديث . قال ابن حجر في التهذيب ( قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة . الحديث . فقال . هذا الحديث صفوان بن عمرو وحديث معاوية يعنى ان اسناده مقلوب . قال أبو زرعة وقلت لابن معين في هذا الحديث فأنكره . قلت فمن أين يؤتى قال شبه لهم . وقال محمد بن علي المروزي سألت يحيى ابن معين عنه فقال ليس له أصل قلت فنعيم قال ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له وقال ابن عدي بعد ان أورد هذا الحديث من رواية سويد ابن سعيد عن عيسى هذا إنما يعرف بنعيم بن حماد رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك ثم سرقه ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث . وقال عبد الغني بن سعيد المصري كل من حدث به عن عيسى بن يونس غير نعيم بن حماد فإنما اخذه من نعيم وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من أهل العلم بالحديث الا ان يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم )
62
نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 62