نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 58
بحجة العقل لكن فاعل ذلك مصحح لقضيته العقلية التي يحتج بها فظهر تناقضه من قريب ولا حجة له غيرها فقد ظهر بطلان قوله ، وأما نحن فلم نحتج قط في ابطال القياس بقياس نصححه ، لكن نبطل القياس بالنصوص وببراهين العقل ثم نزيد بيانا في فساده منه نفسه بأن نرى تناقضه جملة فقط ، والقياس الذي نعارض به قياسكم نحن نقر بفساده وفساد قياسكم الذي هو مثله أو أضعف منه ، وكما نحتج على أهل كل مقالة من معتزلة ورافضة ومرجئة وخوارج ويهود ونصارى ودهرية من أقوالهم التي يشهدون بصحتها فنريهم تفاسدها وتناقضها ، وأنتم تحتجون عليهم معنا بذلك ولسنا نحن ولا أنتم ممن يقر بتلك الأقوال التي نحتج عليهم بها ، بل هي عندنا في غاية البطلان والفساد ، وكاحتجاجنا علي اليهود والنصارى من كتبهم التي بأيديهم . ونحن لا نصححها بل نقول إنها لمحرفة مبدلة ، لكن لنريهم تناقض أصولهم وفروعهم لا سيما وجميع أصحاب القياس مختلفون في قياساتهم ، لا تكاد توجد مسألة الا وكل طائفة منهم تأتي بقياس تدعى صحته تعارض به قياس الأخرى وهم كلهم مقرون مجمعون ، على أنه ليس كل قياس صحيحا ولا كل رأى حقا ، فقلنا لهم ، فهاتوا حد القياس الصحيح والرأي الصحيح الذي يتميزان به من القياس الفساد والرأي الفاسد وهاتوا حد العلة الصحيحة التي لا تقيسون إلا عليها من العلة الفاسدة فلجلجوا [1] * ( قال علي ) وهذا مكان إن زم [2] عليهم فيه ظهر فساد قولهم جملة ، ولم يكن لهم إلى جواب يفهم سبيل أبدا وبالله تعالى التوفيق ، فان اتوا في ذلك بنص قلنا النص حق والذي تريدون أنتم اضافته إلى النص بآرائكم باطل وفي هذا خولفتم ، وهكذا أبدا فان ادعوا أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على القول بالقياس قيل لهم ، وكذبتم بل الحق أنهم كلهم
[1] العلة الصحيحة هي ما دل عليها التعليل للحكم بها في نص الكتاب أو السنة باي حروف التعليل المعروفة في اللغة أو بتعليق الحكم على الوصف المناسب للتعليل . والعلة الفاسدة ما لم يأت تعليل الحكم بها في كتاب ولا سنة كالشبه والدوران ونحوهما من مسالكها الباطلة اه عن الأمير الصنعاني [2] معنى زم شد قال في اللسان " زم الشئ يزمه زما فانزم شده "
58
نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 58